"محمد جالس على مقعده دون حراك... ملتزم بالصمت.. واضعاً رأسه بين ركبتيه ويفكر... إن قضيته هذه أشد من السابقة... كيف يتصرف؟ وبم ينصر نفسه ويبطل تحاليل الطبيب؟.. وهل هي أكاذيب يستطيع أن يفندها... كما فنّد أكاذيب نوال من قبل؟ وبعد أن ارتفع غضبه.. قام من مقعده وتقدم أمام مكتب ضابط الأمن وإلى جانب الدكتور قائلاً: إن لي زوجة وأبناء أرب...
قراءة الكل
"محمد جالس على مقعده دون حراك... ملتزم بالصمت.. واضعاً رأسه بين ركبتيه ويفكر... إن قضيته هذه أشد من السابقة... كيف يتصرف؟ وبم ينصر نفسه ويبطل تحاليل الطبيب؟.. وهل هي أكاذيب يستطيع أن يفندها... كما فنّد أكاذيب نوال من قبل؟ وبعد أن ارتفع غضبه.. قام من مقعده وتقدم أمام مكتب ضابط الأمن وإلى جانب الدكتور قائلاً: إن لي زوجة وأبناء أربعة هم وحيد وسامي وأيمن ومازن... يعيشون معي في المنزل مع أمهم سارة... كيف يكون ذلك يا حضرة الدكتور؟ وهل أبنائي أولاد بغاء؟ لا.. لا أستطيع التلفظ بذلك وحيد.. وحيد ابني الذي أرى فيه ملامح شخصيتي.. لا أكاد أصدق ذلك.. عليك أن تعيد النظر في هذه التحاليل.. إني أشعر بالدوران... رأسي يدور والأرض تدور.. هاه.. وفتح فاه إلى نهايته صارخاً أمسكوني.. أمسكوني.. وسقط على الأرض مغماً عليه".تسرد هذه القصة التي بين يدينا تفاصيل قضية اجتماعية خلقية تمخضت نتيجة انحراف الكائن البشري عن طريق فطرته التي فطرة الله سبحانه وتعالى عليها, إنها قضية مجتمعات بأكملها.. أسر تبنى على أسس دعائمها الخداع والغش وفعل المحرمات, وأسرة السيد محمد هي واحدة من هذه الأسر, فزوجته التي عاش معها سنين حياته الطويلة, لم تكن إلا مخادعة, وزانية نسبت إليه أربعة أولاد كانوا نتيجة فعلها للزنى, وهو الرجل التقي والمؤمن لم يكتشف خداع زوجته له إلا بعد أن نسبت له إحدى بائعات الهوى أبوة ابنها الذي تركته بعد الولادة في احدى مستشفيات العاصمة.