نبذة النيل والفرات:إلى المرأة (...) إلى أقدس مدرسة في الحياة... وأرحم قلب لا ينبض إلا بالحب والحنان والرحمة أهدي هذه الخواطر...هكذا بدأ "حاصي" ديوانه، بدأه بإهداء إلى المرأة، المحور الرئيسي في هذه "الخواطر"، "بائعة الألم" هي إمرأة تجمع "المقدس" و"الرحمة" في هذه الحياة، هي إمرأة تبيع، والبيع يستدعي شراء، ويستدعي الإثنان سلعة؛ وال...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إلى المرأة (...) إلى أقدس مدرسة في الحياة... وأرحم قلب لا ينبض إلا بالحب والحنان والرحمة أهدي هذه الخواطر...هكذا بدأ "حاصي" ديوانه، بدأه بإهداء إلى المرأة، المحور الرئيسي في هذه "الخواطر"، "بائعة الألم" هي إمرأة تجمع "المقدس" و"الرحمة" في هذه الحياة، هي إمرأة تبيع، والبيع يستدعي شراء، ويستدعي الإثنان سلعة؛ والسلعة في العنوان هي "الألم".في هذا الديوان 24 قصيدة للشاعر الجزائري "إبراهيم حاصي" أثار فيها قضية إنسانية هي قضية "كل بنات حواء اللواتي يظلمهن المجتمع بتقاليد وتصرفات وبهتان، فيصنع منهن كبش فداء يقدم ليخلص شريكها من الذنب من العقوبة، ويلفت من نظرات المجتمع الآئمة...يقول الشاعر "إبراهيم حاصي" عن ديوانه... "هي خواطر كانت موشومة على صدر الورق طيلة سنوات... أودعتها آهات وزفرات ودموعاً كثيراً ما ذرفتها من ألم وحسرة، فترجمت ما يختلج في صدري، وبطلب من أشخاص أكن لهم كل الود والتقدير، فكرت في نشرها حتى أخلّصها من قبضة الضياع وآفة النسيان على رفوف خزانتي وأدراج مكتبي..."إنها ترجمة لأحاسيس وآلام هزت كياني وأنا أقف أمام جثمان أم وعلى صدرها ينتحب صغيرها... وأمام وجه شاحب يتيم، أضحى وحيداً بعد أن طالت يد الإجرام صدراً كان يجد فيه الدفء والحنان... وأمام إمرأة استضعفها مجتمع الرجال، فصدّوا أبواب العمل الشريف في وجهها وطلبوا منها أن تقبع في سجنها تنظر إلى اولادها الصغار يموتون صبراً وإلى والدها الذي احتبسه الكبر والمرض يتأوه أمام عينيها فلا تستطيع أن تشتري له جرعة دواء"..."دموع ذرفتها حزناً عى ما آلت إليه مجتمعاتنا، وكيف ضحينا بمبادئنا وأخلاقنا على مذبج المادة التي صارت صنماً يُعْبد... وعلى وقت أوصلنا العمر إليه، ظهرت فيه من الويلات التي لم يكن في أسلافنا... كلمات كانت تعبيراً لما عشته وما رأيته وليست خيالاً أوجدته"..."كل هذا في أسلوب أردته بسيطاً يقرأه الطفل والكهل والشيخ، وعبارات نستعملها في تخاطبنا وتواصلنا كل يوم... وأحياناً حاولت أن أتقمص شخصية الطفل البريء لأتكلم على لسانه"..."بائعة الألم... إنها المرأة، الأم، الأخت، الزوجة، البنت، الخالة العمة وكل بنات حواء اللواتي يظلمهن المجتمع بقاليد وبتصرفات وبهتان، فيصنع منهن كبش فداء يقدم ليخلص شريكها في الذنب من العقوبة ويفلت من نظرات المجتمع الآثمة... بائعة الألم، إنها الأم التي باعت ثوبها ليتمكن ابنها من إقتناء كراسة أو كتاب طرد من أجله من المدرسة"."بائعة الألم، إمرأة أفرغت بطنها، وأفنت شبابها وأجمل سنوات عمرها، فلما أشرفت على عقدها الخامس دخل عليها شريك العمر الذي خدمته برموش عينيها فيقول لها وعيناه في الأرض لا يجرؤ النظر إلى وجهها: "أنت طالق"، فلتجد المرأة في هذه السطور والخواطر والرسومات أسمى عبارات التبجيل والتقدير والعرفان إن لم أقل كل الإعتذار عما صدر من هفوات رجل لم يعرف قيمتها وتضحياتها"...