قال ابن كثير: "يقول الله تعالى مخبراً نبيه عليه الصلاة والسلام أنه لا علم له بالساعة وان سأ له الناس عن ذلك، وأرشده إلى أن يرد علمها إلى الله عزّوجل كما قال في الآية الآنفة الذكـر "يسئلونك"فاستمر الحال في ردّ علمهـا إلى الذي يقضيها. ولعلّ سائلاً يسأل هل هناك أحد يدّعي علم الساعة؟ الجواب: انه لا يوجد احد يدّعي ذلك، وإنما يقع بعضه...
قراءة الكل
قال ابن كثير: "يقول الله تعالى مخبراً نبيه عليه الصلاة والسلام أنه لا علم له بالساعة وان سأ له الناس عن ذلك، وأرشده إلى أن يرد علمها إلى الله عزّوجل كما قال في الآية الآنفة الذكـر "يسئلونك"فاستمر الحال في ردّ علمهـا إلى الذي يقضيها. ولعلّ سائلاً يسأل هل هناك أحد يدّعي علم الساعة؟ الجواب: انه لا يوجد احد يدّعي ذلك، وإنما يقع بعضهم في الخطأ الفادح إذ يصرّ بأن علامات الساعة قد انقضت ويؤولون كلام الله تعالى وكلام رسوله ، ويروجون لذلك بعض الكتب التي لا تستند إلى دليل صحيح ظاهر، مثل "كتاب هرمجدون " وغيره من الكتب التي لا تأويل صحيح فيها. وقد أجاد فضيلة الشيخ:"مازن بن محمد السر ساوي" في "كشف المكنون في الرد على كتاب هرمجدون" حين ردّ على ذلك الكتاب المزعوم. وخلاصة الأمر: إننا لا نقول إلا كما علمنا ربّ العزّة:"قل إنما علمها عند الله"، ولا يعلم أحد ذلك، ولكنّ الأحداث التي تمر تنبئ بقربها والله تعالى أعلم اعتماداً على بعض الأحاديث والآثار الصحيحة في هذا المجال. يقول ابن تيمية – رحمه الله –:"من فسّر القرآن الكريم والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين، فهو مفتر على الله، ملحدٌ في آيات الله، محرّفٌ للكلم عن مواضعه وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام". وكمـا ورد في حديـث للنبي r الذي يرويــه ابن عباس رضي الله عنه قال، قال رسول الله : (من قال في القرآن بغير علم، فليتبوأ مقعده من النار). وروى الإمام أحمد وأهل السنن أيضاً عن العرباض بن سارية: أنّ رسول الله قال: (عليكم بسنتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسّكوا بها وعضوا عليا بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فانّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة).