يتمثل مسعى هذه الدراسة الجادة في تحليل مقامات بديع الزمان الهمذاني (أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد 358/398هـ) تحليلاً سردياً، أي اعتماد مقولات حقل السرديات ركيزة التحليل النصي للمقامات، بهدف رصد العناصر السردية المكونة للنص المقامي، وتحديد خصائصه النوعية، باعتباره جنساً سردياً قديماً يكتفي بذاته. والدراسة تبدأ من النقطة التي انت...
قراءة الكل
يتمثل مسعى هذه الدراسة الجادة في تحليل مقامات بديع الزمان الهمذاني (أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد 358/398هـ) تحليلاً سردياً، أي اعتماد مقولات حقل السرديات ركيزة التحليل النصي للمقامات، بهدف رصد العناصر السردية المكونة للنص المقامي، وتحديد خصائصه النوعية، باعتباره جنساً سردياً قديماً يكتفي بذاته. والدراسة تبدأ من النقطة التي انتهى إليها الدرس السردي للمقامات، عبر مناقشة منهجياته ونتائجه، ثم مجاوزاته إلى أفق تحليلي جديد. فبعد مناقشة تاريخية مختلفة لأصل المقامة، وأخرى نقدية-مختلف أيضاً-لعلاقة المقامة بالقصة، يعرج الباحث أيمن بكر على تشكيل جهاز المفاهيم النظرية التي ينهض بها تحليله للمقامات، متبنياً نموذجاً حديثاً في تقسيم النص السردي، ينسب إلى ماك بال، وهو نموذج يقسم النص السردي إلى مستويات ثلاثة: الأحداث الغفل، القصة، النص، ثم يفصل الباحث، في الفصلين الثاني والثالث، المكونات البنائية وعناصرها لمستوى القصة (التبئير، الشخصيات، الزمن، الفضاء) ولمستوى النص (الوصف، الخطاب، الراوى ومستويات الرواية، المروى عليه، المؤلف الضمني). بينما يختص الفصل الرابع بمهمة تأويل المقامات على تعددها المعروف الأسدية، الموصلية، المضيرية، الحلوانية، الخمرية). والدراسة تعد خطوة جادة وواسعة لصاحبها، نأمل أن تتمثلها-في الطريق-خطوات تاليات.