تتميز الرحلات الفرنسية بنكهة أدبية رفيعة قد تخلو منها كثير من الرحلات الأخرى. ورحلة السيد جان ذي نيفينو إلى الشرق (1663-1667) واحدة من الرحلات ذات القيمة التاريخية والجغرافية والمعرفية الكبيرة، وهي من الرحلات القليلة التي شملت مناطق واسعة من العالم العربي في تلك المرحلة، كما أنها من المراجع المهمة عن تاريخ منطقة لا تزال معلوماتن...
قراءة الكل
تتميز الرحلات الفرنسية بنكهة أدبية رفيعة قد تخلو منها كثير من الرحلات الأخرى. ورحلة السيد جان ذي نيفينو إلى الشرق (1663-1667) واحدة من الرحلات ذات القيمة التاريخية والجغرافية والمعرفية الكبيرة، وهي من الرحلات القليلة التي شملت مناطق واسعة من العالم العربي في تلك المرحلة، كما أنها من المراجع المهمة عن تاريخ منطقة لا تزال معلوماتنا عنها غامضة ومنقوصة. وفي الترجمة الحالية انتخبنا ما يخص جنوبي الأناضول والعراق والخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، تمهيداً لترجمة الجزء الآخر من الرحلة الذي سيشمل مصر وبلاد الشام وشمالي أفريقيا وغيرها.قسّمنا ترجمة الكتاب على ثلاثة اقسام: تناول الأول طريق الرحلة من حلب عبر الأناضول إلى العراق؛ وتناول الثاني مشاهدات الرحّالة في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي (الإحساء والقطيف والبحرين وهرمز) والبصرة وصولاً إلى هرمز؛ أما القسم الثالث فهو رسالة نادرة من حملة السلطان مراد الرابع لانتزاع بغداد من الفرس في سنة (1638). وتقع الترجمة في أحد عشر فصلاً.يضم الكتاب الكثير من الحوادث والمعلومات الفريدة، من ضمنها تصحيح الكثير من أسماء ومواقع المدن التي مرّ بها الرحّالة، ووصفه المفصّل لمدينة الموصل وخسوف القمر فيها، كما ضم معلومات مهمة عن النباتات والحيوانات في المناطق التي جال فيها، وعن اسماء وقيمة الأوزان والعملات في بغداد والبصرة، إلى جانب وصفه المفصّل لجزر الخليج العربي (خرج، خرجو، ولار، قيس، كنج قشم، جزر طنب وأبو موسى، وجزر سلامة وغيرها)، ولطريق الحج من البصرة إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحديثه عن التنافس بين الهولنديين والفرنسيين في الخليج العربي، وعن وحشية البرتغاليين أثناء احتلالهم الخليج العربي، وعن صيد اللؤلؤ في البحرين، إلى جانب الوصف المفصّل لحياة الصابئة المندائيين في جنوبي العراق.لا شك أن هذه الرحلة، وما تزخر به من معلومات وحقائق، ستكون مصدراً مهماً للمؤرخين والباحثين والمثقفين المهتمين بأدب الرحلات.