نبذة النيل والفرات:إرتحالات الشعر في الزمان والمكان هو إستشفافات وإرتحالات نقدية يتابع من خلالها الناقد سيرورة البنية الشعرية زماناً ومكاناً، وتحت عنوان "فضاءات القصيدة" يتناول الناقد البنية الشعرية للقصيدة كسلسلة من القصائد، القصيرة، والقصيدة كبنية من المقاطع التالية. فيقول: "كما هو الشأن في المتتالية القصصبة التي تتكون من أكثر...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إرتحالات الشعر في الزمان والمكان هو إستشفافات وإرتحالات نقدية يتابع من خلالها الناقد سيرورة البنية الشعرية زماناً ومكاناً، وتحت عنوان "فضاءات القصيدة" يتناول الناقد البنية الشعرية للقصيدة كسلسلة من القصائد، القصيرة، والقصيدة كبنية من المقاطع التالية. فيقول: "كما هو الشأن في المتتالية القصصبة التي تتكون من أكثر من قصة، وقد تكون كل قصة مستقلة بذاتها، لكن ما يجمع أو يربط بينهعا ويؤشر وحدتها قد يكون النسق السردي أو الدلالة او أي خيط خفي أو ظاهر" وهو يشير إلى أنماط ذلك النوع من النظم الشعري الذي يأتي على نسق تسلسلي تمتع القصيدة الواحدة فيها بإستقلال من حيث العنوان والفكرة أو الصورة المعبرة إلا أن ما يربط بينها جميعاً هو الرمز الدلالي، ومثالاً على ذلك مجموعة (أساطير) للشاعر مهدي نصير، فالقصيدة أو سلسلة القصائد التي تكون المجموعة الأولى تحت عنوان: (بكائيات للتاسع من نيسان - مئة بكافية لبغداد) وتقع في 98 مقطعاً - تدور كلها في إطار العنوان - أي حول الإحتلال الأمريكي للعراق وما ينتج عنه يومياً من آثار إنسانية مدمرة، وهكذا المجموعة الثانية تحت عنوان: (طقوس جديدة للموت وربما للحياة)... أما المجموعة الثالثة تحت عنوان (أسطورة) وهي تنويعات على المفهوم نفسه: لغة وبنية سردية وتخييلاً، وأخيراً المجموعة الرابعة: (سخر حراء)... وتأخذ منحىً دينياً. ومهما يكن من أمر مان متابعات الناقد وإستشفافاته تتغلل في عمق القصيدة مبنىً ومعنىً، ففي قصيدة من قصائد المجموعة الثانية، قصيدة بعنوان (بكاء) هو يقول بأن ثمة ما يدعى بشعرية الأشياء ودعوتها المشاركة في شعرية البكاء بإعتبارها كائنات حية: "سأبكي عليّ وأبكي عليك... سأبكي على حجر كان يبكي معي، ويصلي معي... وكان يصفق من أجل فجر مليء بآهة حزن عتيق! سأبكي وأدعو: الهضابا... الجبال... الغمام... اليمام... لتبك معي!" ومع مضيه بعيداً فضاءات القصيدة يقول: ولأن العلم فريضة وأطلب العلم ولو في الصين، ولأغراض إنسانية وجمالية طلب الشاعر من أبيه أن يعلمه: كي يقرأ، في قصيدة "علمني" لأنه الساعة عاجز من أن يقرأ، قال في المقطع الثاني منها: "عاجز يا أتيت... أن أقرأ في صمت لغة الحجر... أن أقرأ في صمت لغة الحجر... أن أقرأ نسخ الشجر، أن أعشق... أن أرسم في صمت ضوء القمر! عاجز يا أبت أن أرسم بالماء دوائر الفرح المتسربل بالماء!" ووسط الهم الوفم والحزن والموت والبكاء يرى الناقد بأن الشاعر غير يائس في أن يرى نهاية النفق بصبيص أمل: ضوء، أو قناديل ممتلأ بالزيت، وتوقد! جاء هذا في قصيدة قصيرة ذات منحى سردي وأشبه (بالهايكو) الياباني، في آخر النفق القديم... أرى مصابيح عتيقة! تملأ بالزيت وتوقد!". نتوقف عن هذا الحدّ في هذه الإضاءة حول أسلوب الناقد الذي يتتبع وقع الكلمة والمعنى والموسيقا في القصائد التي إختارها لتوافقه من إرتحالاته النقدية عبر مساحات شعرية تأخذ بعين الإعتبار الزمان والمكان والموضوع والرموز والتقاطيع...وهذه عناوين القصائد وأنماطها التي وقع إختياره عليها: مقام الرضوان في مديح المليحة - عمان، أغنية ضد الحرب، القصيدة كسلسلة من القصائد القصيرة، المراثي البيضاء في الظهيرة الظلماء، مقاربة في الإئتلاف والإختلاف بين القصة القصيرة جداً والقصة القصيرة، أنا () أراك والرسم بالكلمات، () محمد مقدادي، نازك الملائكة والريادة في الشعر العربي الحديث، نار القرى: ملفوظات حسية في مرموزات صورية، القصيرة المقصورة من ابن دريد إلى المتنبي. إ.إ كمنجز (أو شاعر أمريكا زويغان القرن عشرين)! شاعر الملصقات والقصيدة البصرية.