على الرغم من التدهور السياسي والاقتصادي الذي حل بالعالم الإسلامي في المشرق والمغرب ، والتجزئة التي ضربت بلاد الأندلس في أواخر القرن الرابع الهجري (11م) ، وظهور دويلات الطوائف ، وانتشار النزاعات والصراعات . الداخلية فيما بينهم ، وسعي كل فريق منهم إلى الانفراد بالسلطة ، ناهيك عن تفاقم الخطر النصراني وتعاظم دور اليهود في كثير من مد...
قراءة الكل
على الرغم من التدهور السياسي والاقتصادي الذي حل بالعالم الإسلامي في المشرق والمغرب ، والتجزئة التي ضربت بلاد الأندلس في أواخر القرن الرابع الهجري (11م) ، وظهور دويلات الطوائف ، وانتشار النزاعات والصراعات . الداخلية فيما بينهم ، وسعي كل فريق منهم إلى الانفراد بالسلطة ، ناهيك عن تفاقم الخطر النصراني وتعاظم دور اليهود في كثير من مدن الأندلس ؛ إلا أن هذا العصر وعلى النقيض شهد نهضة فكرية نادرة المثال ؛ ولم تكن الثقافة الأندلسية يوماً أشد إشعاعاً ، وأقوى خصوبة كما كانت عليه في تلك الفترة . فقد أجمع الدارسون على ازدهار الحركة الثقافية في عصر ملوك الطوائف ، وذلك راجع إلى تداعيات وظلال العصر السابق ، مما يؤكد رؤية الدكتور محمود إسماعيل القائلة بأن " الظواهر الفكرية في تطورها وفي أفولها تحتاج إلى فترة زمنية طويلة " .