موسوعة عربية قيّمة ونادرة الوجود بأهمية مواضيعها وأهدافها وطرحها الذي يطال حاضرنا ومستقبلنا، وبعرضها لقضايا المعرفة من أجل التنمية المستدامة، على أمل "أن تكون مصدرا تنبت فيه الأفكار الصالحة والقادرة على تحويل الحوار المثمر عملا تنتج منه نهضة جديدة ومستدامة، وتحوّل واقع الأمة من التردي إلى الإزدهار". فكرة إصدار هذه الموسوعة "التي...
قراءة الكل
موسوعة عربية قيّمة ونادرة الوجود بأهمية مواضيعها وأهدافها وطرحها الذي يطال حاضرنا ومستقبلنا، وبعرضها لقضايا المعرفة من أجل التنمية المستدامة، على أمل "أن تكون مصدرا تنبت فيه الأفكار الصالحة والقادرة على تحويل الحوار المثمر عملا تنتج منه نهضة جديدة ومستدامة، وتحوّل واقع الأمة من التردي إلى الإزدهار". فكرة إصدار هذه الموسوعة "التي شارك في تحريرها عدد من خيرة العقول العربية"، جاءت "بدعم من مشروع الموسوعة العالمية للنظم الداعمة للحياة ((EOLSS والذي تشرف عليه منظمة اليونسكو"، وتهدف "إلى تقديم كيان معرفي شمولي مرجعي تكاملي لتوفير كل الحاجات اللازمة لمواصلة الحياة"، وقد قسّمت إلى أربعة مجلدات، المجلد الأول وهو عبارة عن "مقدمة عامة" تستعرض "القضايا العامة التي تمثل بعض الأسس العلمية والاجتماعية والاقتصادية"، دون الدخول في صلب مجالات التنمية بحد ذاتها بل هي بمثابة تحضير لهذا الدخول، وتُبرز الأهداف التي تسعى إليها، وتضع الإطار العام للموضوعات ولمضمونها الذي يبقى واحدا وموحدا ومترابطا على المستوى الفعلي، لكنه يقسّم على مستوى الدراسة بحسب أبعاده الثلاث، البعد البيئي والاجتماعي والإقتصادي، ليشكّل كل منها مجلدا من المجلدات الثلاث التفصيلية."إن أي حديث عن التنمية المستدامة في العالم العربي لا يمكن أن يتم إلا في ضوء التعرف الكامل على ما يجري حولنا ويؤثر في عملية التنمية بشقيها الاجتماعي والإقتصادي"، وفي رصد التحولات التكنولوجيا وتأثيراتها وفرز القضايا الأساسية التي يتميز بها القرن الحالي، والتي "يحتاج التعامل معها إلى فهم واضح وتخطيط طويل الأجل وتنفيذ دقيق مع قدرة كاملة على متابعة هذا التنفيذ.."، لذا يهتم المجلد الأول بإبراز العلاقات الوطيدة التي تربط بين التنمية وبين مجالات أخرى هامة كالبيئة المحيطة بعناصرها الجوية، والمائية والأرضية وطبيعة كائناتها الحية، وكالموارد الطبيعية والسكان، والعولمة، والأمن القومي.يرّكز المجلد الثاني على تفاصيل البعد البيئي ومجالاته المتعددة وعلى الموراد الطبيعية كالموارد البحرية والثروة المعدنية وغيرها، وعلى "المشكلات البيئية ذات الأولوية بالنسبة للعالم العربي"، كالتلوث الإشعاعي وتلوث الهواء والتغيير المناخي، وتلوث المياه الجوفية وتدهور التربة والتصحر وغيرها، وعلى الإجراءات الواجب اعتمادها لحماية البيئة من هذه الأخطار، كما يقدم قواعد الطرق الحديثة والتوصيات الهامة لدرئها في مجالات متعددة كالصناعة والزراعة وفي إعادة استخدام مياه الصرف الصحي، كما يبحث في التوجهات التي تؤدي إلى تنمية مستدامة، والتي يتطلب تحقيقها، كما تحقيق الإدارة السليمة لأمور البيئة، "المعرفة وترسيخ الفكر البيئي، كما يتطلبان أن يكون هناك هدف أو أهداف مرغوب فيها ومطلوب تحقيقها"، لأن "مشكلة البيئة هي مشكلة المجتمع كله". يتناول المجلد الثالث، "المفاهيم المتصلة بالبعد الاجتماعي" والتي لا يخفى مدى ارتباطها بأوضاع السياسية التي لا شك أن في تناول جوانبها بالتحليل في العالم العربي ما يضع الصعوبات والعراقيل. أحاطت الموسوعة بجانبها هذا بمختلف المواضيع، كالبنية الاجتماعية بمفهومها وتاريخها، وتطبيقاتها العربية، وكالتباين السكاني بحسب القارات والأقاليم والبلدان، والتنمية البشرية ومن ثم الاجتماعية، وكما البحث عن القوى الاجتماعية الفاعلة وغيرها، لتصل إلى تحديد مفهوم المجتمع المدني، والحاجات الاجتماعية، وتقدم مقاربة نظرية إلى مفهوم الأسرة العربية، والتنشئة الاجتماعية والتربية والتعليم والثقافة واللغة بوصفها وسيلة اتصال، فتصل إلى التأثير الاجتماعي للعولمة، وتختتم بحقوق الإنسان وحقوق الشعوب.