يشكل الكتاب اسهاما بارزا في تعريف القارئ العربي ببعض المؤلفين الروس المعاصرين واتجاهات الادب في روسيا في المرحلة بعد السوفيتية. فالقارئ العربي يعرف جوجول وتولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف وجوركي وغيرهم من عمالقة الادب الواقعي الروسي،الذين خرجوا جميعا من "معطف"جوجول، لكنه لا يعرف شيئا عن ادباء روسيا الجدد. ويشير د.اشرف الصباغ الذي ترج...
قراءة الكل
يشكل الكتاب اسهاما بارزا في تعريف القارئ العربي ببعض المؤلفين الروس المعاصرين واتجاهات الادب في روسيا في المرحلة بعد السوفيتية. فالقارئ العربي يعرف جوجول وتولستوي ودوستويفسكي وتشيخوف وجوركي وغيرهم من عمالقة الادب الواقعي الروسي،الذين خرجوا جميعا من "معطف"جوجول، لكنه لا يعرف شيئا عن ادباء روسيا الجدد. ويشير د.اشرف الصباغ الذي ترجم مجموعة الاعمال الادبية من اللغة الروسية مباشرة في مقدمة الكتاب الى ان الواقعية الروسية تعرضت لشتى انواع النفي والتشويش والتضليل خلال السنوات الاخيرة ، ومن داخل روسيا نفسها ، ما يجعلنا لا ننساق كثيرا وراء الذين يفضلون اتهام الغرب بمعاداة روسيا ، والابتعاد تماما عمن الاحكام الجاهزة التي تبدو في جوهرها سطحية. ففي روسيا القيصرية كانت هناك الواقعية الروسية والى جانبها مجموعة هامة من الاتجاهات مثل الطليعية والشكلية والحداثة ، وفي روسيا كانت هناك الى جانب الواقعية الروسية الواقعية الاشتراكية التي اصبحت ايديولوجية النظام وتوجها عاما له ، الى جانب العديد من النزعات والتيارات الاخرى.ولكن اذا نظرنا بعمق سنكتشف بكل بساطة ان مجمل النزعات والتيارات الموجودة في الارض الروسية خرجت بشكل او آخر من رحم الواقعية الروسية. ولدى تحديد ملامح الادب الجديد في روسيا يشير الصباغ الى ان الادب الروسي اصبح يتحرك على مستوى الاجناس الادبية وليس على مستوى " الاتجاهات". ويظهر الكتاب المختلفون تماما بل والمتناقضون مع بعضهم البعض بمظهر اصحاب " الاجناس المتجاورة" على نحو فجائي حيث يتلاقون ويتقاطعون.