نبذة النيل والفرات:لم يتفق علماء التربية على تعريف واحد محدد للتربية، فجاءت بعض التعريفات مقتضبة أو مركزة على هدف معين من الأهداف دون سواه وعموماً يمكن القول أن التربية "عمل يخص النوع الإنساني وهي عملية تفاعل أحد طرفيها الفرد والطرف الآخر المجتمع"، على حد قول أحد التربويين. والتربية وإن تداخلت مع التعليم إلا أنها تختلف عنه فهي أ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:لم يتفق علماء التربية على تعريف واحد محدد للتربية، فجاءت بعض التعريفات مقتضبة أو مركزة على هدف معين من الأهداف دون سواه وعموماً يمكن القول أن التربية "عمل يخص النوع الإنساني وهي عملية تفاعل أحد طرفيها الفرد والطرف الآخر المجتمع"، على حد قول أحد التربويين. والتربية وإن تداخلت مع التعليم إلا أنها تختلف عنه فهي أهم لأنها تتناول السلوك والعاطفة والاتجاهات الأخلاقية بينما يركز التعليم على الناحية العقلية. وقد يتناول إتقاناً لمهارة من المهارات.ويرى علماء التربية وعلم النفس أن الجوانب المعرفية واللغوية والنفسية من أهم العوامل التي لها علاقة وثيقة بالتربية والتعليم وفهمها يؤدي إلى فهم العوامل المؤثرة في سلوك الطفل وكيفية تعامله مع محيطه الخاص والعام. وفي الآونة الأخيرة ظهر الاهتمام لدى الأوساط التربوية بتأثير وسائل الاتصال وخاصة التلفزيون في الطفل ومع أن العلماء متفقون فيما بينهم على وجود تأثير ما لمضمون البرامج التلفزيونية على سلوك المشاهدين إلا أنهم تجنبوا الخوض في مثل هذه الأبحاث الإعلامية ومنذ أن بدأ التلفزيون بالانتشار على نطاق واسع بدأ اهتمام بمسألة تأثيره على سلوك الأطفال إذ ينظر البعض إلى أن التلفزيون جهاز أبله فارغ أو هو حقنة ماكرة بها يتم إفساد الأفكار والقيم بشكل غادر والصغار ضحايا محتملين لما يعرضه التلفزيون ومن الواجب حمايتهم.ومؤلف هذا الكتاب يعتقد أن تأثير التلفزيون على سلوك الطفل وشخصيته إنما يقوم بالأساس على كيفية إدراك هذا الطفل لما يعرض عليه ومدى قدرته حقاً على فهم محتوى البرامج التي يشاهدها وقد جاء كتابه في أربعة أبواب، شكل الباب الأول الإطار النظري للبحث فتناول فيه علاقة التربية بالتنشئة الاجتماعية وعرض في الفصل الأول للتربية من حيث مفهومها وتطورها تاريخياً، أما الفصل الثاني فقد كرسه لدراسة التربية في الإسلام، وبحث في الفصل الرابع لعملية التنشئة الاجتماعية ودورها في البناء الاجتماعي. وهذا الباب يتألف أيضاً من ثلاثة فصول، الفصل الأول يبحث في القيم وتصنيفها وكيفية اكتسابها، أما الفصل الثاني فهو بحث للقيم في الإسلام، أما الفصل الثالث فعرض فيه المؤلف صراع القيم في المجتمع العربي. أما الباب الثالث فهو دراسة عن النمو عند الطفل ودور التلفزيون في عملية اكتساب المعرفي ويتضمن هذا الباب ثلاثة فصول. الفصل الأول