في هذا الكتاب يضبط المؤلِّف المشكلة الإبيستيمولوجية، على المستوى الأكاديمي، فإذا هي تغرس جذورها في مشكلة معرفية مزدوجة: يتمثل الشق الأول منها في كون علم الاجتماع علم مستورد، بنظرياته وتقنياته ومنظوراته، وهو يدّعي امتلاك معرفة ثوابت الحياة الاجتماعية في العالم أجمع. أما الشق الثاني فهو أن علم الاجتماع لا يستجيب لمطلب أصيل عندنا؛ ...
قراءة الكل
في هذا الكتاب يضبط المؤلِّف المشكلة الإبيستيمولوجية، على المستوى الأكاديمي، فإذا هي تغرس جذورها في مشكلة معرفية مزدوجة: يتمثل الشق الأول منها في كون علم الاجتماع علم مستورد، بنظرياته وتقنياته ومنظوراته، وهو يدّعي امتلاك معرفة ثوابت الحياة الاجتماعية في العالم أجمع. أما الشق الثاني فهو أن علم الاجتماع لا يستجيب لمطلب أصيل عندنا؛ وبالتالي فلا قضية له عندنا كما في موطنه الأصلي، الغرب.وفي هذا الكتاب استكشاف إبيستيمولوجي لوضعية علم الاجتماع راهناً في الوطن العربي المعاصر، من خلال التجربة الجامعية، وكشف ملموس للمشتغل/ة، في هذا المجال.فالمؤلّف يسلّط الضوء على عنصرين من حقل علم الاجتماع في الجامعات العربية، إذ يتناول عنصر الأفراد (الأساتذة والطلاب في أقسام علم الاجتماع أو كلياته)، وعنصر المواقع من باب الكتاب التعليمي الجامعي. ويستغرق في التحليل من موقع الأكاديمي العارف، والمدقق، والناقد.فقد بدا للمؤِّلف أن علم الاجتماع، تعليماً وتأليفاً وبحثاً، ما زال إبيستيمولوجياً في طور المخاض في الجامعات العربية. ويعود للمهتمين بهذا العلم في الوطن العربي المعاصر، أن يبلوروه، وأن يعيدوا صياغته بحسب استراتيجيتهم هم، النابعة من مصالح ورهانات المجتمعات العربية.لذا، يساعدنا هذا الكتاب، دون أي شك، في ضبط مكامن الخلل في المسار الذي سلكته بحوث علم الاجتماع العربية حتى الآن، كما أنه يسمح لنا بوعي مكامن الضعف، وبالتالي من المفترض أن يساعدنا عمل المؤلّف على الخروج من حالتي الممانعة والتبعية، اللتين يعيشهما علم الاجتماع العربي في الوقت الراهن.