على درج المياه العميقة

كان قد نسي كل شيء :قبعته في الدولاب،ذكرياته على طوار مهجور ،وجهها في نهاية قصيدة قديمة،عينيه في جارور،سترته في سرداب ،أسماءه في دفاتر الطفولة... تمدد فوق بساط من رماد ،وحوله صخور ترن في القيظ،وأنياب مبقعة بالدم منثورة بين السنابل .في المستنقع القريب ،كانت الطحالب هامدة ،وقد أنضاها الحنين.الهواء أيضا بدأ يختمر في الدنان.ولم يكن هو لملمح شيئا من كل هذا ،ولا الهيكل العظمي الذي يشتعل على هضبة.ولا ألسنة الخريف التي تهذي وتتهرأ الآن متجمد في الوادي وسويقات الرعب تشرش من جراحة التي تمكو تحت لبد الطقس الصفيق. خيبة الصباحات الكالحة سقطت عميقا في لجة ضحكه الهادر.