إلى متى سيظل الجزء الجنوبي من "القرية الكونية" خاضعًا لتيارات ثقافية عاتية قادمة من دول الشمال؟ وإلى متى ستظل ثقافة الدول الأقل تطورًا أسيرة لثقافة السوق المهولم، التي تعمل في صالح الداعين والمروجين بل والمخططين لها؟ لماذا تتحول ثقافة الشمال إلى تيارات كاسحة تخترق عقول البشر؟ ولماذا أصبحت مركزة في قطب دون غيره، قطب استطاع بما يم...
قراءة الكل
إلى متى سيظل الجزء الجنوبي من "القرية الكونية" خاضعًا لتيارات ثقافية عاتية قادمة من دول الشمال؟ وإلى متى ستظل ثقافة الدول الأقل تطورًا أسيرة لثقافة السوق المهولم، التي تعمل في صالح الداعين والمروجين بل والمخططين لها؟ لماذا تتحول ثقافة الشمال إلى تيارات كاسحة تخترق عقول البشر؟ ولماذا أصبحت مركزة في قطب دون غيره، قطب استطاع بما يملك من قوى متعددة الأبعاد وتكنولوجيا فائقة الدقة، أن يخضع عقول البشر وتبني ثقافته بل والدفاع عنها ضد معارضيها؟ لقد تمكن هذا القطب بالتعاون مع تجار المعلوماتية والقائمين على شئون الإعلام من السيطرة على شعوب العالم وتحقيق أرباح طائلة تحت دعاوى العولمة، في محاولة لخلق ظروف تشكيل "مواطن كوني" مستكين غير فاعل في التاريخ.والسؤال المهم الآن: هو كيف يمكن دعم قدرات الإنسان في بلادنا، وما آليات تحوله إلى خلية تاريخية منتجة أو إلى فاعل في كتلة تاريخية متحركة تواجه تحدي الاختراق الثقافي والزخم المعرفي والمعلوماتي في سبيل تأصيل ذاكرته التاريخية وترسيخ هويته الأصلية.هذه بعض الأفكار التي وردت في هذا الكتاب إيمانًا من المؤلف بأن العولمة الثقافية تحولت إلى قوة فاعلة في النظام الدولي المعاصر، بل أصبحت قوة فعلية مؤثرة في حياة البشر. من رؤية مغايرة جاء هذا الكتاب الذي يضم مجموعة متميزة من الدراسات والبحوث التي تجمع بين الخبرة النظرية والتطبيق العلمي الأكاديمي، فتثير قضايا وإشكاليات وتطرح إجابات عن تساؤلات مثارة في الفكر العالمي، من خلال تحليل سوسيولوجي متعمق، يعتمد على الرصد والتحليل النقدي الواعي.ويسعدنا أن نقدم هذا الزخم الفكري للقارئ العربي؛ ليشارك في دائرة الحوار التي يعرضها الكاتب بأسلوب جاد ومتميز.
