المحطات الأخلاقية الكبرى، هي المنطلقات الحقيقية لبناء وصيانة مجتمعنا المتعدد، والحفر العميق في الثقافة المسيحية والإسلامية عن هذه المحطات، وإزالة الأتربة والركام عنها ووضعها في متناول ثقافة الجميع وفي مدى أنظارهم، من شأنه أن يزيل من النفوس، عقدة الخوف عند من يعتبرون أنفسهم أقلية اجتماعية، وعقدة التسلط عند من يعتبرون أنفسهم أكثري...
قراءة الكل
المحطات الأخلاقية الكبرى، هي المنطلقات الحقيقية لبناء وصيانة مجتمعنا المتعدد، والحفر العميق في الثقافة المسيحية والإسلامية عن هذه المحطات، وإزالة الأتربة والركام عنها ووضعها في متناول ثقافة الجميع وفي مدى أنظارهم، من شأنه أن يزيل من النفوس، عقدة الخوف عند من يعتبرون أنفسهم أقلية اجتماعية، وعقدة التسلط عند من يعتبرون أنفسهم أكثرية. ففي الثقافتين ما يقنع أي مكابر بأن الكثرة والقلة ليستا في العدد بمقدار ما هما القيم والمواهب والأخلاق. إذا اطمأنت الفئات التي فرض عليها عيش الأقليات. على وجودها وطقوسها واقتصادها، وأنها جزء لا يتجزأ من المجتمع الكبير. لها ما له وعليها ما عليه من مكاسب وخسائر وأفراح وأتراح، تغلق أبوابها تجاه الغير، وترفض الإنتماء العاطفي لغير مجتمعها الذي تعيش فيه. وإن قنعت تلك التي تعتبر نفسها أكثرية أن تلك الفئات قسيمتها في الوطن عليها ما يطلبه الوطن من تضحيات ولها ما يمنحه من عطاء. إذا اطمأنت أن المجتمع، قد خلا من النفوذ الأجنبي، وأغلقت جميع النوافذ التي كانت تطل عليه، وأن المواطنين بنيان مرصوص يشد بعضه بعضاً دون تفريق طائفي. تزول إذ ذاك عقدة الحذر من النفوس ويعكف الجميع على تطوير وتوزيع الخيرات على الجميع دون استثناء.