نبذة النيل والفرات:علم التفسير من العلوم الهامة والضرورية، إذن الواجب على الإنسان أن يتصل بالقرآن وأن يقرأه، وأن يفهم معانيه، ويتدبر آياته وفهم معانيه، وما ترمي إليه تلك الدلالات التي تفيد الإنسان في حركة حياته؛ فتفسير القرآن لمعرفة ما يحتويه أمر ضروري. لذا التفسير هدف أهم العلوم الإسلامية؛ فهو كلام الله تعالى خالق كل شيء ومبدعه...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:علم التفسير من العلوم الهامة والضرورية، إذن الواجب على الإنسان أن يتصل بالقرآن وأن يقرأه، وأن يفهم معانيه، ويتدبر آياته وفهم معانيه، وما ترمي إليه تلك الدلالات التي تفيد الإنسان في حركة حياته؛ فتفسير القرآن لمعرفة ما يحتويه أمر ضروري. لذا التفسير هدف أهم العلوم الإسلامية؛ فهو كلام الله تعالى خالق كل شيء ومبدعه، وهو الحق والصدق، يتناول الدين عقيدة وسلوكاً، وينصح ويرشد، وهو عبرة لأولي الأبصار، وبيان كل قيمة.وللتفسير، أو التعرض له، أدوات لا بد من توفرها حتى يصل الطالب إلى مفهوم النص. وأما التأويل، وهو أيضاً علم من العلوم الإسلامية، فقد بدأ كوسيلة من وسائل الكشف عن معاني آيات القرآن الكريم، وقد ظلّ مراوغاً للتفسير ومصاحباً له، منذ أن طفق الناس يتناولون كتاب الله وسنة رسوله بالشرح ومعرفة حقيقته، فالبيئة التشريعية تسعى إلى ذلك لتعلق الخطاب بتقرير الإحكام الشرعية وتطبيقها، هذا وإن عملية التأويل لا تتم إلا في إطار ثقافة المؤول، ونظره إلى النص، وليس التقصير في النصوص، وإنما في اتهام المؤولين.وفي هذا الكتاب دراسة تستهدف الوقوف على هذين العلمين شرحاً وتوضيحاً من خلال جولة تستطلع أولاً التفسير والتأويل وبداياتها، مدارسها واتجاهاتها وآراء العلماء فيهما، ليتبع ذلك على ضؤ نماذج تطبيقية تتناول تفسير وتأويل مجموعة من علماء هذين العلمين للقرآن الكريم وآياته والفهم. أما عن أصالة التأويل، فإن التأويل قد عرف في الإسلام، بل في الكتب الإلهية قبل الإسلام، وظهرت الحاجة إليه منذ ظهرت الدعوة إلى الله، والرغبة في تثبيت للعقيدة وفقه أحكام الدين والتأويل بالنسبة للمفسرين، هي أداة لسبر أغوار النص الديني واكتشاف طاقاته المعبرة. وقد عمل التأويل في بيئة التشريع على توسيع آفاق النص حتى يستغرق متجدد أحداث الحياة، كما عمل أيضاً على توفيق بين الآراء والنصوص التي تُشعر بالتعارض والتناقض، وذهب أيضاً إلى أكثر من ذلك فكان وسيلة من وسائل الكشف عن مقصد في الخطاب.