"القطط أيضا ترسم الصور" هو العمل الأول لكاتبه، وتدور فكرته حول القط وعالمه الأسطوري، وتختلف قصص الكتاب عن تلك التي تناولت الحيوانات كمجرد وعاء لتمرير أفكارهم السياسية والاجتماعية، حيث يعتمد الكتاب على القط وحياته كتيمة أساسية في السرد الدرامي للأحداث.يقول مؤلفه أحمد شوقي " أردت إضفاء بعض من الخصوصية علي كتابي تميزه عن سائر الكتب...
قراءة الكل
"القطط أيضا ترسم الصور" هو العمل الأول لكاتبه، وتدور فكرته حول القط وعالمه الأسطوري، وتختلف قصص الكتاب عن تلك التي تناولت الحيوانات كمجرد وعاء لتمرير أفكارهم السياسية والاجتماعية، حيث يعتمد الكتاب على القط وحياته كتيمة أساسية في السرد الدرامي للأحداث.يقول مؤلفه أحمد شوقي " أردت إضفاء بعض من الخصوصية علي كتابي تميزه عن سائر الكتب التي استخدمت الحيوانات أبطالا لها، والتي كانت تروي أحداثا لا تتغير بتغير أبطالها، وتستخدمهم كحيلة لتمرير أفكارهم –السياسية في الغالب، بينما يتناول القطط أيضا ترسم الصور حياة القط من منطلق وجودي، لما للقط في المخيلة الشعبية من قدرات فوقية للتحاور مع غيبيات عدة أبرزها الموت والعفاريت، وعلى هذا الأساس لا يمكن استبدال أي حيوان آخر بالقط، فمثلا قصة مثل الموت لا ينتسب إلي قبيلة الضباع، يقيم القط علاقات مع العفاريت وملك الموت والأرواح، وهي خصوصية أصبغتها عليه المخيلة الشعبية الثرية". يقول الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد عن الكتاب إن " قصص أحمد شوقي القصيرة في هذا الكتاب مغامرة حقيقية، فلقد اعتدنا في تراثنا العربي القديم وحتى في كتاباتنا الحديثة والمعاصرة أن يلجا الكاتب إلي الكتابة عن الحيوان كمعادل موضوعي لكثير من القضايا الإنسانية والاجتماعية والسياسية، لكن في هذا الكتاب شيء أخر .. لسنا هنا أمام حيوانات ولكن مع حيوان واحد هو القط بما له في تراثنا الشعبي والفرعوني من معاني روحية .. لسنا هنا أمام رموز واضحة ولكن أمام أرواح عدة ولا نعدم إحساسا صوفيا في السرد ولغة السارد؛ وليست القصص في تراثنا المصري إلا حاملة لأرواح .. والظلال الصوفية في اللغة تمنح السرد قدرة علي التأثير وتحريك المشاعر. يمكن لمن يريد أن يستبدل البشر بالقطط .ولكن الحالة الروحية التي يصل بنا إليها السرد باعتبار الحديث عن القط أو معه فقط ربما يضعنا في أفق أوسع .. يمكن أن تجد صوت السارد عاليا في بعض الأحيان إذ يقوم ببعض الشرح لكن في النهاية الحالة في مجملها سياق جديد اختاره الكاتب يختلف فيه عن غيره".