عند الحديث عن «شارع المتنبي» وما يرمز إليه، من الطبيعي أن لا يخطر في البال أن ذلك الشارع كان عنواناً، ومقراً لـ«الدعارة المشرّعة قانوناً» في ساحة البرج، وسط العاصمة بيروت قبل منتصف سبعينات القرن الماضي.ما قدّمه «شارع المتنبي» من نماذج خرقت المناطق والطوائف والمذاهب والطبقات، كان كافياً، بحدود أو بأخرى، لمعرفة الدوافع والأسباب لم...
قراءة الكل
عند الحديث عن «شارع المتنبي» وما يرمز إليه، من الطبيعي أن لا يخطر في البال أن ذلك الشارع كان عنواناً، ومقراً لـ«الدعارة المشرّعة قانوناً» في ساحة البرج، وسط العاصمة بيروت قبل منتصف سبعينات القرن الماضي.ما قدّمه «شارع المتنبي» من نماذج خرقت المناطق والطوائف والمذاهب والطبقات، كان كافياً، بحدود أو بأخرى، لمعرفة الدوافع والأسباب لممارسة مهنة يتفق الجميع على أنها «أقدم مهنة في التاريخ»، ولقد كانت «حنان» نموذجاً لفتاة جنوبية عانت الأمرين، بالإكراه والضغوط، كل ما يخطر في البال لتجد نفسها وقد فرّت من بلدتها جرّاء المواجهات اليومية مع جنود الاحتلال الإسرائيلي، والسعي الدؤوب وراء لقمة للعيش الشريفة، التي قادتها إلى «الزواج بالإكراه...» والدولة غائبة عن القيام بأبسط أدوارها في توفير الأمن والاستقرار والأمان لثبات الناس في أراضيهم..*******أما «أعراس شيطانية» فنموذج لما آلت إليه أوضاع شعب وأمة، كانا نموذجاً لوحدة الحياة ووحدة المصير ووحدة الشعور والتآلف والتكاتف والتضامن، إلى أن حضرت «زيانة». بين ليلة وضحاها انقلب المشهد... وصار الشعب الواحد شعوباً متنابذة، متناحرة أسير مصالح متضاربة (مصطنعة) لأمراء انصاعوا لـ«زيانة» وتمردوا على كل ما يعيد لهم وحدة الحياة ووحدة المصير ولتصل إلى خواتيم تنهي صورة الوطن الواحد والشعب الواحد، ولتقلب مشهد الاستقرار والأمن والأمان إلى صراعات لا تنتهي أنهت دوره وإسهاماته الإيجابية في صنع الحضارات الإنسانية وتقدمها ورقيها؟!