من حصاد البريد الإلكتروني

وإن من نعم الله على البشر في هذا العصر ما سخر لهم وفتح من العلوم والمعارف، فانهالت الفتوحات العلمية والتقنية، ولا سيما في مجال الاتصال والإلكترونيات، والانفجار المعرفي عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، فصارت المعرفة متاحة للبشرية أكثر من أي وقت مضى، وبشكل ميسَّر جداً، بحيث يقرأ قارئ في الشرق ما يكتبه كاتب في الغرب في اللحظة نفسها عبر مِنصّات التواصل الاجتماعي كـ (فيسبوك)، و(تويتر)، و(واتس اب) وغيرها. وإنه من الغبن ألا يستثمر الإنسان هذه الوسائل ليزيد من رصيده المعرفي كما يحرص على زيادة رصيده المصرفي أو المالي، فقد كان العالِم يرحل من الحجاز إلى الشام أو إلى العراق ليسمع حديثاً من أحاديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: "نِعمتانِ مَغبُونٌ فيهما كَثيرٌ من النّاسِ: الصِّحّةُ والفَراغُ". ويقصد بالفراغ الوقت، وإن من الغُبن أن يضيع المرء وقته في طلب العلم بوسائل بدائية وهو مبذول له متوفر على أقرب من أطراف الثمام، فالبريد الإلكتروني (الإيميل) يختصر الوقت والجهد، ويحمل الكثير من الفوائد بطريقة سهلة وسريعة.