نبذة النيل والفرات:إن الشعر الهزلي من الفنون الأدبية التي ترتبط بحياة الناس والمجتمع، ومن خلاله يمكن أن تتبين بعض جوانب حياتنا العربية وما ساد فيها من تجديد وتطور في المجال السياسي والفكري.شعر الهزل يريح الملتقى ويشرح صدره، ويرسم علامة استفهام لمعالجة الموقف أو العام من الفكاهة أو المزاح... وكثيراً ما تضحك الملح والنوادر عندما ي...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:إن الشعر الهزلي من الفنون الأدبية التي ترتبط بحياة الناس والمجتمع، ومن خلاله يمكن أن تتبين بعض جوانب حياتنا العربية وما ساد فيها من تجديد وتطور في المجال السياسي والفكري.شعر الهزل يريح الملتقى ويشرح صدره، ويرسم علامة استفهام لمعالجة الموقف أو العام من الفكاهة أو المزاح... وكثيراً ما تضحك الملح والنوادر عندما يسمعها أو يقرأها صاحب الظاهرة المدنية، ولا سيما أصحاب الجاه والموسرون الذين كانت تتقاذفهم ألسنة الشعراء الهزليين.الهزل نقيض الجد، وهزل الرجل في الأمر إذا لم يجد.. ومما تجدر الإشارة إليه أن الجد وحده قد يتعب العقل ويحمله على الجمود -وكثيراً ما تمل النفس حياة والعبوس فتلتجئ إلى الفكاهة والسخرية والمزاج، ترويحاً أو منفذاً للتنفيس عن آلامها.إن دراسة الشعر الهزلي العباسي حتى نهاية القرن الثالث الهجري، تعني دراسة الشعر العربي في أزهى وأخصب قبة في تاريخ الشعر على ما سنرى في ثنايا الكتاب الذي يحتوي على (ثلاثة فصول)، خصص الفصل الأول منه لدراسة دوافع الهزل، والتي تعود إلى جملة من الدوافع السياسية والاجتماعية والثقافية، فضلاً عن الدوافع والمؤثرات الأخرى التي يلتمس فيها الشاعر ملاذه للترويح عن النفس الإنسانية، وما يطرأ عليها من رتابة وضجر.وكرس الفصل الثاني للأغراض الشعرية وهي: "الهجاء الغزل، الرثاء، الخمرة، المديح" فغرض الهجاء الذي مارسه معظم الشعراء على امتداد العصور العربية الإسلامية-تطور في العصر العباسي وأفضى إلى شيء من التجديد فقد أصبح ممزوجاً بالضحك والسخرية بحيث تحول إلى هجاء جديد قائم على الضحك والفكاهة واشتمل على هجاء الرذائل النفسية، وهجاء العيوب الجسدية، والهجاء السياسي، فضلاً عن ظواهر متعددة أخرى.أما الفصل الثالث فتناول الدراسة الفنية من النواحي الآتية: اللغة والأسلوب، والأوزان والموسيقى، الصنعة الشعرية، ثم الخاتمة، والنتائج.