«خيرة» موضوع مجتمعي، أحداثه تجري في بعض مناطق البلاد - الدور الرئيسي أُسْنِد إلى خيرة -. اشتغلت خيرة خادمة منذ طفولتها، وتجرّعت الشقاء والظلم والحرمان والاستيلاب. شبابها وكهولتها، كلاهما نسخة طبق الأصل لطفولتها - شقاء من فوق شقاء -.رحلة ملتوية المسالك، تتشابك فيها الأحداث، وتتعاقب عليها الآلام والآمال، وتطارد خيرة الأحزان في انت...
قراءة الكل
«خيرة» موضوع مجتمعي، أحداثه تجري في بعض مناطق البلاد - الدور الرئيسي أُسْنِد إلى خيرة -. اشتغلت خيرة خادمة منذ طفولتها، وتجرّعت الشقاء والظلم والحرمان والاستيلاب. شبابها وكهولتها، كلاهما نسخة طبق الأصل لطفولتها - شقاء من فوق شقاء -.رحلة ملتوية المسالك، تتشابك فيها الأحداث، وتتعاقب عليها الآلام والآمال، وتطارد خيرة الأحزان في انتظار ابتسامة الأيام. صمدت أمام هجمات الأعاصير، ديست كرامتها، وعبث بعواطفها، ومع ذلك، لم تندفع إلى اليأس.مرت خيرة بأيام حالكة، فقدت خلالها موارد عيشها، فنبذتها الجارات ظانات بها ظن السوء، فذاقت آلام ومرارة البؤس، وتحمّلت الفاقة بصمت وخشوع، يفعمها الإيمان بأن ساعة أفضل، ستأتي.عايشت خيرة عينات متباينة من المواطنين، متنقّلة بين مختلف الأوساط، تكدح من أجل الكرامة، فاكتسبت تجارب أيقظت وعيها وألهبت عزيمتها، فتاقت إلى بناء مستقبل أرحم.كم من فؤاد خفق لخيرة. أكّد رجال أنها وردة سمراء، نادرة الوجود. ،من بين الذين تعلقوا بها. إمام القرية وفقيهها، «الموقّر» : «إنك خيرة البلاد وخيرة النساء». وعن وضعيتها الشاذة، قالت عنها نسوة : «إنها تشكّل إحدى علامات الساعة». وعندما ظنت خيرة أن محنتها انتهت، إذا بالقدر يحوّل حياتها إلى نقطة استفهام.إن رواية أحمد بن جلون، شريط حياة، وتحليل لبعض مظاهر واقع المجتمع المغربي المعاصر : تجارب إنسانية تتميّز بنزاع بين الخير والشر، وبين الجمال والقبح. إنه شريط يتضمّن لقطات إبداعية حيّة ومفاجآت غنية : أعراف وعادات، نكت ومستملحات، ونقد للمجتمع، في قالب روائي رائع، يشدُّ الهمّة بالأحداث وبتسلسلها الشيّق.حرص الكاتب على أن يكون الأسلوب أصيلا، من حيث النحو والصرف والتركيب.