أسرار النوم الهانئ للأطفال

إن النظرية القائلة أن الأولاد يولدون وهم على علم بعادات النوم الجيدة لنظرية قوية جداً إلا انها ليست واقعية إلى حد ما، ففي الواقع، يشعر الأهل أحياناً أن شيئاً فظيعاً يحدث معهم أو مع طفلهم، في حال كان الأهل يستيقظون ليلاً على بكائه، أو في حال كانت الطريقة الوحيدة التي يجد فيها طفلهم راحة فعلية هي النوم معهم في سريرهم أو غيرها من الحالات التي يشكل النوم لدى طفلهم مشكلة يصعب حلها، عند ذاك يجد الأهل أنفسهم عاجزين في كثير من الأحيان عن الجمع بين مطالب طفلهم في النوم وراحتهم، وهنا تبدو رغبتهم شديدة لإيجاد نظام معين يضمن هاتين الحاجتين معاً.هذا وإن أنماط النوم لدى الأطفال، تختلف اختلافاً شاسعاً من طفل إلى آخر منذ الولادة، كما ويمكن أيضاً لتلك الأنماط أن تتغير تغييراً مفاجئاً أحياناً أو تدريجياً أحياناً أخرى لتعكس بذلك نمو الطفل العاطفي والجسدي والنفسي، إضافة إلى ما قد يفعله الأهل حيال تلك الأنماط. فيمكن الأهل، ومن خلال اطلاعهم على هذا الكتاب، تغيير نمط نوم طفلهم واستيقاظه تارة بتغيير ردات فعلهم، وطوراً بالقيام بالمبادرة الأولى عوض إظهارهم ردات فعل معينة.لذا، يقترح الكتاب على الأهل الخيارات المختلفة لاختيار المناسب منها بالنسبة لهم. وليس في الواقع من طريقة واحدة للاعتناء بالأولاد كافة أو لتفادي جميع مشاكل النوم عندهم أو لحل كافة تلك المشاكل عند حدوثها. إلا أن إرشادات الكتاب تتيح للأهل التأقلم مع أنماط نوم أطفالهم بحيث تتماشى مع متطلبات راحتهم بذات الوقت.وهذه التعليمات أو الإرشادات التي يسوقها الكتاب هي نتاج خبرات متعددة أصحابها الأهل واختصاصيو التربية، وهي سهلة التطبيق للأطفال وللأهل معاً، وهي إلى ذلك تبين متى يجب اللجوء إلى مساعدة الأطباء أو مشورة الخبراء. وتجدر الإشارة إلى أن الكتاب اهتم أيضاً بحل مشاكل حالات نومٍ لأطفال هي خاصة وخارجة عن المألوف كحالات نوم التوائم ذوي الاحتياجات الخاصة، وحالات نوم أطفال أهلٍ تستدعي أعمالهم السفر المستمر، أو غير ذلك من واقع عملهم الغير مستقر.