هي بذرة رماها حسن البنا بأرض مصر فلاقت أرضا خصبة، وتربة طيبة، فأنبتت زروعا مختلفة، وأصنافا متعددة.منها ما تشتهيه الأنفس، ومنها ماتنفر منه، وحين رأى نتاج زرعه، وثمرة جهده بمصر، أراد أن يرمي هذه البذرة بكل بلاد الله، حتى تعم الفائدة، وتتوسع المزرعة.وكانت خطته قد رست بأرض الحجاز، وبلاد الجزيرة، فبادر إلى الحرث، ورمى البذر، إلا أن أ...
قراءة الكل
هي بذرة رماها حسن البنا بأرض مصر فلاقت أرضا خصبة، وتربة طيبة، فأنبتت زروعا مختلفة، وأصنافا متعددة.منها ما تشتهيه الأنفس، ومنها ماتنفر منه، وحين رأى نتاج زرعه، وثمرة جهده بمصر، أراد أن يرمي هذه البذرة بكل بلاد الله، حتى تعم الفائدة، وتتوسع المزرعة.وكانت خطته قد رست بأرض الحجاز، وبلاد الجزيرة، فبادر إلى الحرث، ورمى البذر، إلا أن أكثر هذه الأرض قيعان لا تمسك ماءً، ولاتنبت كلأً.ولايمكننا الطعن في نية الرجل وأهدافه، إلا أن حكام هذه الأرض رأوا بأنه قد تعدى على ملكهم، وتحدى حكمهم، وغزا بلادهم، فتعاملوا معه بحسب الحاجة إليه، تارةً هو صديقهم المقرب، وحبيبهم الأوحد، وأخرى هو العدو الأول، ودعوته شر مستطير.وأنا هنا أنقل الحراك كما هو، وأبين وجهات نظر أصحابها، وإن كنت أميل في بعض الأحيان إلى جهة بعينها، كوني أراها صاحبة الحق، لما تمتلكه من أدلة، أو لأنها هي المظلومة.هنا تجد وجهة نظر شخصية، ودراسة تاريخية، ورؤية تحليلية، واستقراء للعلاقة المستقبلية، أقدمها للقارئ الكريم حتى أضعه أمام الصورة، وأطلعه على الأحداث، وأبين له ما يجري خلف الكواليس.لقد واجهتني مشكلة المراجع، وأتعبني البحث في محرك قوقل، إذ إن كل مراجعي لا تخرج عن الشبكة العنكبوتية، ولم أعتمد على مكتبتي الشخصية إلا فيما ندر.عكفت على البحث لأشهر عديدة، وفي الأصل أنه قد رأى النور من قبل هذا التاريخ، إلا أن خروجي من السعودية لليمن، وتدهور حالتي الصحية، ووضعي المادي، قد حال بيني وبين إتمام البحث في حينه.حتى أصبحت الفكرة التي تخمرت في ذهني باردة، وتحمسي لإنجاز البحث فتر، وأصبح عملي على الموضوع أمر ثانوي.أقول هذا حتى أجد لدى القارئ الكريم عذرا لي في عدم وحدة الموضوع، وتفكك الفصول وعدم ربطها ببعض.بحثي هذا هو جهد بشري لا يخلوا من النقص والخلل والخطأ، ولست أدعي فيه الكمال، بقدر ما أدعي التفرد في طرح الموضوع للرأي العام.يتملكني اعتقاد بأن هذا الكتاب سيكون له صدى واسع، وذلك ليس لجميل ما كتبت، وإنما لأهمية ما طرحت، وكل أمنياتي أن أرى نقدا بناء، وتداركا راقيا، وتدارسا للأفكار مثمر.