يعتبر هذا الكتاب بمثابة وثيقة تاريخية، للمؤلف الذي ولد في دمشق عام 1890، وتخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت، ولعب دوراً كبيرا مع غيره من الزعماء السوريين في إشعال الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925، حيث قاد العديد من معارك الغوطة، مما جعل الفرنسيين يصدرون بحقه عقوبة الإعدام، هرب على أثرها إلى مصر حيث التقى مجدداً عام ...
قراءة الكل
يعتبر هذا الكتاب بمثابة وثيقة تاريخية، للمؤلف الذي ولد في دمشق عام 1890، وتخرّج من الجامعة الأميركية في بيروت، ولعب دوراً كبيرا مع غيره من الزعماء السوريين في إشعال الثورة السورية ضد الانتداب الفرنسي عام 1925، حيث قاد العديد من معارك الغوطة، مما جعل الفرنسيين يصدرون بحقه عقوبة الإعدام، هرب على أثرها إلى مصر حيث التقى مجدداً عام 1926، المستر شارلس كرين، الشخصية الأميركية الثرية والتي كان قد تعرف عليها في دمشق، حين جاءت "إلى سوريا بعد الحرب العالمية الأولى على رأس لجنة الاستفتاء التي أوفدها الحلفاء لدرس حالة البلاد العربية التي انفصلت عن الدولة العثمانية". معاً سيسافران في رحلة إلى الحجاز وينزلان في ضيافة صاحب السمو الأمير فيصل السعود، ثم إلى اليمن حيث نزلا ضيفان "على صاحب الجلالة الإمام يحي حميد الدين المتوكل على الله رب العالمين".يجمع هذا الكتاب كل المقالات التي كتبها المؤلف في وصف هذه الرحلة من بدايتها إلى نهايتها، و"وصف البلاد العربية السعيدة وصفاً صحيحاً" كما رآها وشاهدها، وقصده "من ذلك الخدمة العامة والله". يبدأ الكاتب بمقال "في عرض البحر الأحمر"، يصف فيه رحلته على متن باخرة إيطالية أقلته من مصر إلى صنعاء، عبر قناة السويس. ثم ينتقل عبر مقالاته الكثيرة، لوصف مدينة عدن وأهميتها التجارية والعسكرية، وميناء الحُديدة بسادته وتجاره وعمّاله ومستشفاه وجامعه، كما يصف المرفأ الفرنسي الذي بنى بجواره. ينتقل بعدها لوصف كل ما شهدت عيناه على طرقات اليمن وفي مدنها، فيتطرق إلى مواضيع عديدة متنوعة: سيدات اليمن، وحفلات الزواج فيها، وطبيعة اليمن الفاتنة وبيوتها "التي تشبه القلاع"، و"القات" النبتة المخدرة المتداولة ومجالسها، والمدارس والكنائس، وحياة اليهود، إلى ما هنالك.يتضمن الكتاب حديثاً مع وزير خارجية اليمن حينها، القاضي محمد راغب، كما يتضمن أحاديثا مع إمام اليمن حول حذره من مطامع الدول الأجنبية في اليمن، وتحذيراته لهذه الدول.قراءة ممتعة، ووصف حيّ ومعلومات وتفاصيل هامة في هذا الكتاب المدعّم بالصور وبالوثائق العديدة النادرة، والذي يعتبر بمثابة مخطوطة نادرة تؤرخ بالكلام والصور والمخيلّة لهذه الحقبة التاريخية من تاريخ اليمن السعيد.