من أراد التأثير في المجتمع، خيراً أو شراً، فعليه أن يحسن خطاب الناس، وخطاب الناس يعتمد على أسس ومنطلقات وثوابت علمية، تجمع بين قوة الشخصية ونبرة الصوت وحجم الوعي الفردي والجماعي، والقدرة التمثيلية، وفهم علم النفس السلوكي والنفس – حركي، وهي عوامل جامعة مؤثرة في الناس دون أدنى شك. لقد أمرنا كمسلمين أن نخاطب الناس ونبصرهم بدروب الخ...
قراءة الكل
من أراد التأثير في المجتمع، خيراً أو شراً، فعليه أن يحسن خطاب الناس، وخطاب الناس يعتمد على أسس ومنطلقات وثوابت علمية، تجمع بين قوة الشخصية ونبرة الصوت وحجم الوعي الفردي والجماعي، والقدرة التمثيلية، وفهم علم النفس السلوكي والنفس – حركي، وهي عوامل جامعة مؤثرة في الناس دون أدنى شك. لقد أمرنا كمسلمين أن نخاطب الناس ونبصرهم بدروب الخير ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ﴾ [الحجر: 94]، "بلغوا عني ولو آية"، ولنا في رسول الله أسوة حسنة في هذا الاتجاه من خطاب القبائل في مكة وخطاب الوفود وإرسال السفراء والرسائل والبعثات للملوك والبلاد، وكل ذلك يعتمد على الكلمة المنطوقة والمكتوبة وفحوى الخطاب ومصداقيته وبلاغته ومستويات تأثيره في القلوب والعقول التي تسمع. وهنا، لا بد لنا من فهم طبيعة الكلمات وما هي عوامل القوة فيها، وكيف نبدأ كلماتنا وكيف نؤثر في الناس من خلالها.. بالطبع هذا علم تخصصي، علم قائم بذاته، يعتمد على مقومات ومؤهلات، ولكنه علم يتم اكتسابه من خلال الممارسة والتحضير والاستعداد، والعلوم عامة يتم بناؤها من خلال المكتسبات المعرفية التي تؤصل للإبداع والتميز.