من الواضح ان العقل السياسي العربي والإسلامي لن يستطيع الخروج من حالة الإرتباك والإنهاك المعرفي التي يعانيها في تعاطيه مع الأحداث الدولية وخاصة في منطقتنا إلا من خلال حركة تحديث ومتابعة وتحليل وفحص عميق للأسس التي يقوم عليها النظام الدولي المعاصر، فهذه العملية هي الخطوة الأولى نحو فهم ما يجري حولنا بشكل صحيح وهو ما يمهد للجدل حول...
قراءة الكل
من الواضح ان العقل السياسي العربي والإسلامي لن يستطيع الخروج من حالة الإرتباك والإنهاك المعرفي التي يعانيها في تعاطيه مع الأحداث الدولية وخاصة في منطقتنا إلا من خلال حركة تحديث ومتابعة وتحليل وفحص عميق للأسس التي يقوم عليها النظام الدولي المعاصر، فهذه العملية هي الخطوة الأولى نحو فهم ما يجري حولنا بشكل صحيح وهو ما يمهد للجدل حول السؤال: ما هي أفضل وأنسب السبل للتعامل معه؟وإسهاماً من سلسلة "مفاهيم" في سبر غور هذا المفاهيم الجديدة المربكة للعقل السياسي في المنطقة يتناول الأستاذ الدكتور "أحمد الرشيدي" بالشرح والتحليل ذلك المفهوم المستحدث المسمى "حق التدخل الدولي" كما يتناول تأثيره على المفهوم التقليدي القديم عن "سيادة الدولة" حيث كان للدولة مجال محجوز لها تمارس فيه سلطتها بشكل منفرد.يتناول البحث المناخ الفكري الذي ظهر فيه مفهوم "حق التدخل الدولي" وهو مناخ العولمة الإقتصادية والسياسية والثقافية والمجتمعية وكيف أصبح العالم وحدة واحدة مترابطة، خاصة مع ظهور التأثير الفاعل والنشط للمنطمات الدولية وللإعلام الدولي (فوق الدولة) ومنظمات المجتمع الدولي (تحت الدولة) كما يوضح كيف أصبح مبدأ "حق التدخل الدولي" غير مسهجناً بل مقبولاً ومطلوباً من منظور القانون الدولي في بعض الحالات التي شهدت تجاوزات من الدولة تجاه بعض مواطنيها بما يتناقض مع الأعراف والقوانين الدولية.