لوكيميا

تفرقت حشود الناس عن القبر، وبقيت أتأمله ومعي بعض أخوتي، كان أول قبر في العام الجديد 2008. وضع مسؤولو المقبرة لافتة كبيرة في بداية صف من القبور مكتوب عليها 2008. لم أصدق أن أخي الحبيب خالد سيتحول إلى مجرد رقم على شاهدة باردة من الكونكريت!قال محمد شقيقي: ادعوا له الآن بالتثبيت! فسيأتيه الملكان يستجوبانه!دعونا له الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأنا متأكد من أنه يسمعنا الآن، كان جسدي يرتجف جدًا وأنا أحدق بالقبر، للقبر مهابة امبراطور، لكن الذي بداخل هذا القبر أهم من امبراطور، وكنت قد كتبت له رسالة منذ الصباح الباكر ودشنتها بعتبي عليه لماذا يموت وحيدًا!؟ مؤكدًا له بأنني لما أحب أحدًا في حياتي مثلما أحببته، كانت رسالة تراجيدية ختمتها بـ وداعًا شقيقي الصغير، لقد عشت معك في زمنك أنت وليس زمني، وسأظل أفخر بذلك ما حييت بعدك.طويت الرسالة عدة طويات حتى أصبحت في حجم إصبح يدي الصغير ثم رميتها معه في القبر!