ليس نادر رنتيسي مجرّد صائغ لغة حاذق، بقدر ما هو مثابر أيضاً (بنشاط يُسجّل له) على كنس غبار الإجلال والإكبار والتعظيم عن كمائن لطالما عشّش فيها واقع فج وشائه، مجلل بالقداسة والتحريم، تناوبت على حراسته والذود عنه الأعراف والقبيلة وأولو النهي· كاتب قصة عجيب؛ يشد القارئ من عينيه لأنّ متعة بصريّة هائلة تتحقق في نصه، فضلاً عن تلك الذه...
قراءة الكل
ليس نادر رنتيسي مجرّد صائغ لغة حاذق، بقدر ما هو مثابر أيضاً (بنشاط يُسجّل له) على كنس غبار الإجلال والإكبار والتعظيم عن كمائن لطالما عشّش فيها واقع فج وشائه، مجلل بالقداسة والتحريم، تناوبت على حراسته والذود عنه الأعراف والقبيلة وأولو النهي· كاتب قصة عجيب؛ يشد القارئ من عينيه لأنّ متعة بصريّة هائلة تتحقق في نصه، فضلاً عن تلك الذهنية التي “ترتكبها”ةالفكرة!إبراهيم جابر إبراهيملغة هذه المجموعة تشع بذخيرة معرفية وتنويعات جمالية تمزج على نحو أصيل بين التراث والمعاصرة، وتضفر السرد بأسلوبية تبشر بكاتب متمرّس يقتحم عالم القص بمخيال يتمتع بالجرأة والشجاعة على انتهاك مناطق الصمت وأقاليمه المستترة·موسى برهومةلأسباب عديدة يقول الناقد “سيوران” في كتابه “قياسات المرارة” : “كل تعليق على كتاب هو سيئ، أو غير مجد، والسبب هو ما ترسّب عندي من دوافع تتجه إلى مهاجمة الشخص الذي سأكتب عنه حتى وإنْ كنت معجباً به”· خطرت لي هذه العبارة وأنا أقرأ نصوص القاص المتميّز نادر رنتيسي التي درجت على تمجيد الإنسان من خلال الاعتراف بحاجاته الروحية والجسدية أولاً، والقطيعة مع نصوص الاستعمال الخارجي ثانياً، لمصلحة نص مؤلم، متألم له نكهته الخاصة ويتمتع بطاقة تأويلية متعددة الجوانب، لا تسدل الستارة على حضور المعنى الذي يتقافز في النص ليسجّل ردود أفعالنا في مواجهة الحياة والموت دون فبركة أو وقوع في قديم المعهودات النمطية·زياد العناني