لقد ظل الغرب لعقود طويلة يسبح بحمد الديمقراطية الليبرالية, ويعتبرها أفضل ما تمخضت عنه التجربة البشرية على مر العصور. ومع ذلك فإنها تمر الآن بأزمة حقيقية, وعليها أنها تبرهن بصورة واضحة على أنها جديرة بالإطراء. فلم تعد الديمقراطية الغربية كما يطلق عليها "الديمقراطية الصناعية", فتحولت إلى "ديمقراطية استهلاكية" أتاحت لبعض دول الشرق ...
قراءة الكل
لقد ظل الغرب لعقود طويلة يسبح بحمد الديمقراطية الليبرالية, ويعتبرها أفضل ما تمخضت عنه التجربة البشرية على مر العصور. ومع ذلك فإنها تمر الآن بأزمة حقيقية, وعليها أنها تبرهن بصورة واضحة على أنها جديرة بالإطراء. فلم تعد الديمقراطية الغربية كما يطلق عليها "الديمقراطية الصناعية", فتحولت إلى "ديمقراطية استهلاكية" أتاحت لبعض دول الشرق – مثل الصين– الفرصة السانحة للمنافسة السياسية والاقتصادية, حيث يتميز نظام الحوكمة القائم على الميريتوقراطية (حكم الجدارة) بالمرونة والاستحقاق ما يجعله نظاماً جديراً بالتفوق والتقدم الحثيث. فقد أدى النظام السياسي في الصين إلى بروزها – ومعها دول شرقية ناشئة أخرى مثل الهند – كنظام اقتصادي متقدم أذهل العالم من أدناه إلى أقصاه. وهذا الكتاب يجعل صورة المنافسة السياسية والاقتصادية القوية بين الولايات المتحدة والدول الغربية من جانب والصين وبعض الدول الشرقية من جانب آخر واضحة جلية عسى أن يسير وطننا على نفس الدرب.