منذ أن تمّ تعريفه، في السياق النّظريّ لنهاية السّتّينيّات من قبل جوليا كريستيفا Julia Kristeva، فرض التّناصّ نفسه في الحقل النّقدي كمفهوم مهيمن. كان موضوع تنظيرات متعدّدة وأحيانا متناقضة، أصبحت شيئا فشيئا معبرا اضطراريّا لكلّ تصوير دقيق للحقل، وكأنّنا اكتشفنا فجأة بأنّ أيّ نصّ، مهما كان، هو مخترق بنصوص أخرى. غير أنّ ثراء مثل هذا...
قراءة الكل
منذ أن تمّ تعريفه، في السياق النّظريّ لنهاية السّتّينيّات من قبل جوليا كريستيفا Julia Kristeva، فرض التّناصّ نفسه في الحقل النّقدي كمفهوم مهيمن. كان موضوع تنظيرات متعدّدة وأحيانا متناقضة، أصبحت شيئا فشيئا معبرا اضطراريّا لكلّ تصوير دقيق للحقل، وكأنّنا اكتشفنا فجأة بأنّ أيّ نصّ، مهما كان، هو مخترق بنصوص أخرى. غير أنّ ثراء مثل هذا في المفهوم، نظر إليه في البداية كلفظ حوشيّ جديد إلى حدّما، لم يأخذ طريقه بدون أن يتعرّض لتحريف في دلالته الأولى: يكفي لاستنتاج ذلك أن نتصفّح هذه الطّبعة أو تلك من نصّ كلاسيكيّ: فالتّناصّ على الدّوام ما هو سوى التّسمية "المعاصرة" المعطاة لنقد المصادر القديم. غير أنّ هدفه لم يكن تعويض هذا الأخير بل اقتراح صيغة جديدة للقراءة والتّأويل.