لم يعد الإنسان من بلاد الغرب سيد العالم. أمامه الآن, محاورون, لا مجرد أبناء بلدان بعيدة, ومن المهم أن يعرف كيف يدير الحوار مع أقوام غريبة, لابد له من الاعتراف بعدم وجود انقطاع بين العالم البدائي أو المتخلف وبين بلاد الغرب. ومن الواجب إعادة اكتشاف الينابيع الروحية الموجودة خارج النطاق الأوروبي.ذلك ما يلفت الانتباه إليه ميرسيا إيل...
قراءة الكل
لم يعد الإنسان من بلاد الغرب سيد العالم. أمامه الآن, محاورون, لا مجرد أبناء بلدان بعيدة, ومن المهم أن يعرف كيف يدير الحوار مع أقوام غريبة, لابد له من الاعتراف بعدم وجود انقطاع بين العالم البدائي أو المتخلف وبين بلاد الغرب. ومن الواجب إعادة اكتشاف الينابيع الروحية الموجودة خارج النطاق الأوروبي.ذلك ما يلفت الانتباه إليه ميرسيا إيلياد, الباحث في تاريخ الأديان وفي علم الأساطير, ومن أبرز قادة الفكر, يقول: إن الأسطورة هي من أهم الاكتشافات في القرن العشرين. وما زال الإنسان يحمل بقايا ميثولوجية في لا شعوره, يحياها في وجدانه, وفي أحلامه, تفعل فعلها في نفسه وفي سلوكه, بصورة خفية أو مموهة.من خلال الأساطير, تناول ميرسيا مشكلات شغلت الإنسان في الأزمنة القديمة, كما في الزمن الراهن. ومنها الألم والقلق والموت. وقدم أيضاً أبحاثاً عن الزمان والتاريخ, وعن المقدس والدنيوي. وتحدث في مناسبات عديدة, عن الحنين الى الفردوس وعن الرغبة في تجاوز الشرط البشري.هذا الجانب من التراث الإنساني يبرز أهمية دراسات ميرسيا إيلياد ويبين ضرورة نقلها الى العربية.