إعتمد المؤلف في هذا الكتاب إستقصاء سيرة وحياة القديس المار يوحنا الماروني السرياني على مصدرين رئيسين ومصادر أخرى ثانوية، وبالنسبة للمصدرين فهما: سيرته حسب المخطوط السينائي الكبير رقم 530 لسنة 1233 م، والتي جاءت مترجمة إلى اللغة العربية مباشرةً في كتاب القديسون المنسيون في التراث الأنطاكي للأرشمندريت توما بيطار، وهي تتطابق إلى حد...
قراءة الكل
إعتمد المؤلف في هذا الكتاب إستقصاء سيرة وحياة القديس المار يوحنا الماروني السرياني على مصدرين رئيسين ومصادر أخرى ثانوية، وبالنسبة للمصدرين فهما: سيرته حسب المخطوط السينائي الكبير رقم 530 لسنة 1233 م، والتي جاءت مترجمة إلى اللغة العربية مباشرةً في كتاب القديسون المنسيون في التراث الأنطاكي للأرشمندريت توما بيطار، وهي تتطابق إلى حد كبير جداً مع سيرته في مخطوطة دير مار متى مع بعض الإختلافات البسيطة، إذ أن الأولى موسعة ومفصلة والثانية تكاد تكون مختصرة للأولى، وكذلك سيرته التي أوردها جان فييه الدومنيكي في كتابه القديسون السريان، مع الأخذ بنظر الإعتبار أنه بالرغم من أن جان فييه قد كتب سيرته بشكل قصير لا تتجاوز صفحتين، لكنها هامة جداً وجديرة بالمعلومات، لأن المؤلف قد إستقصى معلوماته من المخطوط الفاتيكاني العربي 697 ومخطوط باريس العربي 281 بشكل خاص وجميع المخطوطات الباقية بشكل عام، بإستثناء المخطوطة 530، حيث أنه لم يطلع عليها، ومع هذا فإن المعلومات التي أوردها جان فييه تتطابق معها، لكنه إقتصر على سيرة القديس التاريخية دون التركيز على أقواله الروحية أو معجزاته. أما بالنسبة للمخطوطة 530 فإنها على حد وصف الأرشمندريت توما بيطار، طويلة 124 صفحة وأحياناً صعبة القراءة وخاصة في تنقيط الحروف، وفيها تركيز على القضايا الروحية والمعجزات والجوانب الخطابية، وإنها كُتبت بلغة عربية بليغة وجذابة تعتبر من الأدب المسيحي العربي المرموق الذي كان يحاكي الفترة التي عاشها مار يوحنا الديلمي، وهي فترة الدولة الأموية الإسلامية، أما تعليق توما بيطار بأن كاتب السيرة هو راهب (دون أن يحدد جنسه) يبدو أنه كتبها باللغة العربية مباشرة دون أن ينقلها من لغة أخرى كالسريانية أو غيرها، لكن الإختلاف معه هو الجزم بأن كاتب السيرة باللغة العربية هو راهب من كنيسة السريان الملكيين (الروم الأرثوذكس) ومن سكان الشام الغربية، ويبدو أنه كان معجباً ومتأثراً بمار يوحنا الديلمي، ولعله هو الذي قصدته نينا بيغوليفسكا في كتابها ثقافة السريان في القرون الوسطى ص 313، إذ تقول: وقد تغنى بسيرة يوحنا الراهب شاعر مغمور (مجهول) فترددت أصداؤها في مناطق مسيحية واسعة، وكان هذا الراهب يجيد اللغتين العربية والسريانية خاصة أن كنيسة السريان الملكيين كانت تستعمل اللغة السريانية إلى القرن السادس عشر.