الكتابة متعة وليست مجرد عملية عرض لآراء وأفكار، ويرى البعض أن كتابة المقال هي تجربة أصعب من تجربة الكتابة في الفنون الصحفية الأخرى التي تعتمد بدرجة أكبر على المعلومات التي يتم تجميعها والوصول إليها من مصادرها المختلفة. يعد المقال أقدم الفنون الصحفية ودون التطرق إلى المعنى اللغوي أو بداية ظهور المقال، نجد أن البعض يؤرخ للمقال بأي...
قراءة الكل
الكتابة متعة وليست مجرد عملية عرض لآراء وأفكار، ويرى البعض أن كتابة المقال هي تجربة أصعب من تجربة الكتابة في الفنون الصحفية الأخرى التي تعتمد بدرجة أكبر على المعلومات التي يتم تجميعها والوصول إليها من مصادرها المختلفة. يعد المقال أقدم الفنون الصحفية ودون التطرق إلى المعنى اللغوي أو بداية ظهور المقال، نجد أن البعض يؤرخ للمقال بأي شكل من أشكال النثر بما في ذلك المقامات، بل أن المقالات الفلسفية أو الشروح العلمية بأنها أشكال من أشكال المقال. يهدف المقال إلى: تفسير وتقييم وإصدار الأحكام والتنبؤات والإشارة إلى نتائج الظواهر أو الأحداث التي يعالجها، وذلك من خلال إحضار وإبراز البراهين (التجريبية) الموضوعية التي لها أن تؤكد افتراضاته الأساسية (افتراضات الكاتب) وتجعل القارئ أكثر يقيناً بسلامتها. تكمن قوة تأثير المقال على مواقف وسلوك البشر، في أن قوته تنبع من حقيقة احتوائه على كم كبير من الحقائق الموضوعية والبراهين التي تعمل أساساً على إقناع القارئ بالخطوط العريضة لفحواه، وتأكيد افتراضات وأحكام توجيهية محددة، بل وغرسها في ذهن المتلقي، ولغة المقال لغة مفهومة وواضحة وكلمات معبرة وجميلة على ألا تنزلق إلى البساطة وتجنّب الرموز المختصرة والمفاهيم المعقدة والمصطلحات التي تحتاج إلى تفسير وتوضيح. هذا بالنسبة للمقال الصحفي النموذجي، وهذا لا يعني أنه خاص بالكتاب المتمرسين، بل لا بد من البدء في التمرين على كتابته، إلى أن يصل الكاتب بالتمرين والصقل والخبرة إلى أن يصل إلى كتابة مقال بهذه المواصفات المذكورة. ومثل أي ممارسة منهجية، لابد أن تمر عملية كتابة المقال بعدد من الخطوات، إتباع هذه الخطوات، يساعد الكاتب على الكتابة بطريقة احترافية، من شأنها أن تقدم أنموذجاً يحتذى في ممارسة الكتابة المقالية الصحيحة، كما أن الالتزام بهذه الخطوات، التي هي بذاتها معايير مهنية لكتابة المقال بشكل عام، والمقال الصحفي بشكل خاص، يحقق الهدف من الكتابة، وهو: إثارة انتباه القارئ، ودفعه لقراءة المقال، لأن أي كاتب مقال، إنما يهدف لاستقطاب أكبر عدد من القراء، لقراءة مقاله، وهي مهمة ليست سهلة، خصوصاً إذا عرفنا أن القراء يتفاوتون في قدراتهم الشخصية، وليسوا طبقة واحدة، ففيهم المتعلم والأقل تعليماً، فيهم كذلك، الرجل والمرأة، والقارئ الموضوعي، وغير الموضوعي. ويعتبر فن كتابة المقالة من الفنون التحريرية الرائدة في مجال الصحافة وهو فن لا يتقنه الكثير ودائماً ما تكون المقالات هي المحرك الأساسي للرأي العام وهي تجذب قراء الصحف والمجلات وكلما احتوت المجلة أو الصحيفة كتاب رائعون كلما زاد الإقبال على هذه الصحف والمجلات وكم نحن بحاجة إلى إتقان هذه المهارة الرائعة التي توصلك إلى قلوب الملايين من الجماهير. ولأن الكتابة الجيدة تحتاج إلى مزيد من الممارسة، فإن لها كذلك شروطاً يجب أن تتحقق وتتضح من خلال كتاباتك، وقد تناولنا في هذا الكتاب نقاط عديدة لكتابة مقال جيد.