جديد دكتور مطانيوس حبيب، في هذا الكتاب، إنه يتحرر كلياً من الأيديولجيا، ويربط بصراحة وموضوعية مسألة تعثر التنمية في سورية، بتغيير السياسات مع تبدل الأيديولوجيات. يطرح موضوع التنمية الإقتصادية كثمرة للتوافق بين البناء االتحتي، أي توافق علاقات الإنتاج مع مستوى تطورالقوى المنتجة وبين البناء الفوقي، أي توافق إدارة الإقتصاد مع إدارة ...
قراءة الكل
جديد دكتور مطانيوس حبيب، في هذا الكتاب، إنه يتحرر كلياً من الأيديولجيا، ويربط بصراحة وموضوعية مسألة تعثر التنمية في سورية، بتغيير السياسات مع تبدل الأيديولوجيات. يطرح موضوع التنمية الإقتصادية كثمرة للتوافق بين البناء االتحتي، أي توافق علاقات الإنتاج مع مستوى تطورالقوى المنتجة وبين البناء الفوقي، أي توافق إدارة الإقتصاد مع إدارة المجتمع ايضاً، ويقرر أن التنمية لم تحقق في أي مجتمع إذا لم تتوافق مصلحة الطبقات السادئة مع شروط تحقق التنمية. وبناءً على الوقائع والأرقام يحذر دكتور حبيب من أن النمو المتحقق بعد عام 2005 محفوف بخطر عدم الإستمرار بسبب التركيز على الإقتصاد، في قطاعات المال والتأمين والعقارات، وإهمال الإقتصاد الحقيقي في إنتاج السلع والخدمات الإنتاجية، ويؤكد أنه نمو ماكر وخادع، محكوم عليه بالتوقف والإنتكاس، إذا لم يتغير توجه السياسات الإقتصادية. في الكتاب مناقشة رصينة للعلاقة بين الإقتصادي والإجتماعي، بحيث يجب أن ينعكس النمو الإقتصادي عدالة في التوزيع وإرتقاء في الوعي الإجتماعي، وأن يكون الإتفاق الإجتماعي، بالمقابل، إستثمار في التنمية الإقتصادية، كما يناقش الكتاب خطر تغليب الإيديولوجيا وتغييب العلم على مستقبل التنمية، خطر الإنحياز إلى أحد القطاعين العام أو الخاص، في ظروف ضعف النمو، على هدر الإمكانات، وخطر الإنجرار وراء العولمة والتسرع في تحرير الإقتصاد على المصلحة الوطنية. فالنمو المستدام يشترط العمل على الأستفادة من كل الموارد، دون تفريط بأي منها، ويتطلب التوفيق بين خطوات تحرير الإقتصاد وبين تهيئة الشروط التمكينية لإندماجه في الإقتصاد المعولم بصفة الشريك وليس بصفة التابع. هذا الكتاب ثمرة مزاوجة بين العلم والبحث والتمحيص من جهة، وبين الخبرة والمعرفة والرؤية، من جهة أخرى. وهذه المزاوجة تتم في بوتقة حفاز (Catalyst) من الشعور بالمسؤولية الوطنية، لا ينضب ولا يعرف الكلل.