" التأويل مسئولية " .... هذه خلاصة الدعوة التي ينهض لها هذا الكتاب في عصر يراه الكاتب يمرح بلا رقيب ، ويتجاهل " مسئولية التأويل " وثوابتها . تلك التي عرفها العربي القديم فجعل التأويل شغل نفسه ، وجلاء أسرار الوجود ، ومنبعًا لحل قضايا الواقع المتغير وأفكاره ، شاعرًا بخطر شأنه ، بينما أحدث المحدثون إشكالات جديدة على هذا التأويل . ل...
قراءة الكل
" التأويل مسئولية " .... هذه خلاصة الدعوة التي ينهض لها هذا الكتاب في عصر يراه الكاتب يمرح بلا رقيب ، ويتجاهل " مسئولية التأويل " وثوابتها . تلك التي عرفها العربي القديم فجعل التأويل شغل نفسه ، وجلاء أسرار الوجود ، ومنبعًا لحل قضايا الواقع المتغير وأفكاره ، شاعرًا بخطر شأنه ، بينما أحدث المحدثون إشكالات جديدة على هذا التأويل . لقد اقتضت ضرورة إبراز " المسئولية " أن يذكر الكاتب بمبادئ تجري اليوم مراجعات عليها حول اللغة والأفكار ، والكلمات والسياقات ، والتفسير بالسور والتفسير الموضوعي ، وتعدد المفهومات والاستعمال الواحد للكلمة في القرآن ، وتنوع التأويل بين الاتجاهات : الأدبي ، والاجتماعي ، والعلمي ، والروحي . إن التفسير الروحي هو - في تصور الكاتب - التعبير عن التفسير الجامع في بؤرة واحدة لألوان التأويل . إنه الفهم التجديدي المنشود . يسلط الكاتب الضوء على حال اللغة والتأويل والبلاغة بين الأمس واليوم ، طارحاً أفكاراً ربما ستثير أشكلة وتساؤلات ، لعل من أبرزها فكرة "الصمت" كبيان وحجة وتمام وعي وإيقاظ بداهة . ينتصر الكاتب للبعد الاستعاري والمجازي إلى جانب الدلالة الحرفية في ظل مبدأ يسميه " الملاءمة " والنظر في المجموع الكلي للكتاب ( سياق القرآن ) ... وهنا أيضاً يطرح آراء قديمة جديدة لا تزال تثير الإشكالات بين المدارس التفسيرية العقلية الفلسفية ، والصوفية ، والبلاغية ، والواقعية الجديدة . وفي الفصل الأخير ، يلخص الكاتب غايته من رحلته مع التأويل ومسئوليته وإشكالياته في دعوة للعودة إلى القرآن ، وإلى تقديم دراسات تقربه من المحدثين ، مسلمين عرب وغير عرب ، وغير مسلمين ، وإلى الإفادة من القديم والجديد في التفسيرات جنباً إلى جنب .