بقى الجوّ مشبعاً بالشك والترقب والتفسير الممل، تطلعت نحو الشباك، حانت التفاتة من شخص على الرصيف نحونا وكأنه رأى أمراً غريباً يتحرك خلف الشباك، بقيت اتابعه، عيناه معلقتان، توقف عند انعطافة الشارع القريب، ظل يحملق في بنايتنا تارة وبالشباك الذي يطل على بناية السجن القديمة تارة أخرى، أصابني فضول مقرف حتى رحت أحصي حركاته، لا يوجد رجل...
قراءة الكل
بقى الجوّ مشبعاً بالشك والترقب والتفسير الممل، تطلعت نحو الشباك، حانت التفاتة من شخص على الرصيف نحونا وكأنه رأى أمراً غريباً يتحرك خلف الشباك، بقيت اتابعه، عيناه معلقتان، توقف عند انعطافة الشارع القريب، ظل يحملق في بنايتنا تارة وبالشباك الذي يطل على بناية السجن القديمة تارة أخرى، أصابني فضول مقرف حتى رحت أحصي حركاته، لا يوجد رجل أو امرأة سرية تراقب عندنا، ولّى ذلك الزمن الذي كان الإنسان الأمني يتابع الآخرين مشياً على الإقدام خطوة خطوة، المراقبة أصبحت بواسطة آلات الكترونية عصرية، سمعية ولفظية، تعيش معك في الفراش كعاشقة مبتذلة تضاجعك بحرارة في اللحظة المرتقبة، لا تعرف متى تخونك، أو تبيعك للأعداء المتربصين خلف مكاتبهم الراقية·