يدرس المؤلِّف، بمنهج أكاديمي رفيع المستوى، مسألة دارفور، في أطرها التاريخية والاجتماعية والسياسية، منطلقاً من التفكير في أربعة افتراضات تتعلق بالتراث، والقبلية، والعرق، والموقع. ثم يحلل أسباب الصراع في دارفور، كاشفاً دور الاستعمارين القديم والحديث في التأسيس للصراع، وتعميقه، وحصر تعريف الصراع في دارفور بما يجري على محور الشمال –...
قراءة الكل
يدرس المؤلِّف، بمنهج أكاديمي رفيع المستوى، مسألة دارفور، في أطرها التاريخية والاجتماعية والسياسية، منطلقاً من التفكير في أربعة افتراضات تتعلق بالتراث، والقبلية، والعرق، والموقع. ثم يحلل أسباب الصراع في دارفور، كاشفاً دور الاستعمارين القديم والحديث في التأسيس للصراع، وتعميقه، وحصر تعريف الصراع في دارفور بما يجري على محور الشمال – الجنوب، وبالتالي تصويره بأنه صراع عرقي بين "العرب" و"السود"، ناهيك عن حجب مسألة الأرض الرئيسية في الصراع. ويتعمق المؤلّف في بيان التعبئة للحرب الأهلية في دارفور؛ وإدارتها عبر المؤسسات القبلية، مشيراً إلى أنها لم تكن في أيّ من مراحلها بين "الأفارقة" و"العرب"، كاشفاً أن الاختلاف يكمن في أن القبائل المتخاصمة على طول محور الشمال – الجنوب كانت "عربية" و"غير عربية"، في حين إن القبائل المتخاصمة على محور الجنوب – الجنوب "عربية" في الجانبين. وكان من نتائج عمل حركة إنقاذ دارفور – ووسائل الإعلام في أعقاب ذلك – التعتيم على محور الجنوب – الجنوب في الصراع لإظهار العنف بأنه إبادة جماعية يرتكبها "العرب" ضد الضحايا "الأفارقة" (؟!).ويخلص الكاتب إلى القول، إن مشكلة دارفور تدعو، في التحليل النهائي، إلى حل ثلاثي: (1) إحلال السلام عن طريق المفاوضات، و(2) إصلاح السلطة في دولة السودان، و(3) إصلاح أنظمة الأرض والحكم داخل دارفور.