الكتاب من تحقيق الشيخ نظام يعقوبي.إن علم الحديث النبوي الشريف رواية ودراية من أشرف العلوم الإسلامية، وبقاء اتصال سلسلة الإسناد من خصائص الأمة المحمدية. وممن خدم هذا العلم وبرع فيه الشيخ الإمام والعلامة السيد مرتضى الزبيدي، شارح "القاموس" و"الاحياء" وصاحب المؤلفات التي طبقت الآفاق علماً، وحرص على اقتنائها أهل العلم فطلابه.ومن جمل...
قراءة الكل
الكتاب من تحقيق الشيخ نظام يعقوبي.إن علم الحديث النبوي الشريف رواية ودراية من أشرف العلوم الإسلامية، وبقاء اتصال سلسلة الإسناد من خصائص الأمة المحمدية. وممن خدم هذا العلم وبرع فيه الشيخ الإمام والعلامة السيد مرتضى الزبيدي، شارح "القاموس" و"الاحياء" وصاحب المؤلفات التي طبقت الآفاق علماً، وحرص على اقتنائها أهل العلم فطلابه.ومن جملة مؤلفاته هذا الكتاب "ألفية السند". وهي من عجائب المنظومات، حيث نظم فيها السيد المرتضى أسانيده وشيوخه بالسماع والكتابة واتصالاتهم نظماً رائعاً سلساً بليغاً في 1420 بيتاً، وهي من فرائد التصنيف، وغرائب التأليف لا نظير لها في المكتبة الإسلامية على سعتها وثرائها. وللإمام الزبيدي منظومات أخرى كثيرة، ومنها منظومته التي ذكر فيها كتابه "العقد الثمين الغالي في ذكر أشياخي ذوي الأفضال". ونظراً لأهمية منظومته "ألفية السند" فقد تمّ العمل في تحقيقها حيث تمّ نسخ الكتاب ثم صفه وضبطه ومقابلته بعد ذلك مقابلة تامة، كما عمد المحقق إلى استهلال الكتاب بمقدمة أورد فيها ترجمة للمؤلف وذكراً لشيوخه وتلاميذه ولتآليفه في الصناعة الإسنادية وهذه نبذة عن المؤلف؛ هو العلامة محمد مرتضى بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني العلوي، الزبيدي النسب، الملقب بأبي الفيض وبأبي الوقت، الواسطي، العراقي أصلاً، الهندي مولداً، الزبيدي تعلماً وشهرة، المصري وفاة، الحنفي مذهباً، القادري إرادة، النقشبندي سلوكاً، الأشعري عقيدة، هكذا يصف نفسه في كثير من إجازاته التي وقفت عليها بخطه. أصله من "بلجرام" وراء نهر جنج بالهند، بها ولد سنة 1145هـ اشتغل على المحدث محمد فاخر بن يحيى الالهابادي، والشاه ولي الله الدهلوي، نسمع عليه الحديث وأجازه، ثم ارتحل لطلب العلم، فدخل "زبيد" وأقام بها مدة طويلة حتى قيل الزبيدي، وبها اشتهر وحجّ مراراً، أخذ عن نحو من ثلاثمئة شيخ، ذكرهم في معاجمه: "الكبير" و"الصغير" و"ألفية السند"، و"شرحها". وقد اشتهر أمره، وانتشر في الدنيا خبره، بعد استيطانه بمصر. وكان أول دخوله لها سنة 1167هـ. أكمل "شرح القاموس" في عشر مجلدات ضخمة سنة 1181هـ. ومات سنة 1205هـ شهيداً بالطاعون.