في هذا الكتاب الذي يقدم للقارئ العربي، يحاول المؤلف أن يعالج فيه بعض المواضيع الرئيسية في فلسفة ما بعد الطبيعة. في الفصل الأول يحاول المؤلف أن يجد تعريفاً أو تحديداً لموضوع الميتافيزيقا "أو ما بعد الطبيعة" مبيناً التطور الفلسفي لهذا المفهوم، ثم قام بالرد على بعض المدارس التي تنكر قيام ما بعد الطبيعة أو الميتافيزيقا كعلم قائم بذا...
قراءة الكل
في هذا الكتاب الذي يقدم للقارئ العربي، يحاول المؤلف أن يعالج فيه بعض المواضيع الرئيسية في فلسفة ما بعد الطبيعة. في الفصل الأول يحاول المؤلف أن يجد تعريفاً أو تحديداً لموضوع الميتافيزيقا "أو ما بعد الطبيعة" مبيناً التطور الفلسفي لهذا المفهوم، ثم قام بالرد على بعض المدارس التي تنكر قيام ما بعد الطبيعة أو الميتافيزيقا كعلم قائم بذاته. وفي الفصل الثاني من هذا الكتاب حاول المؤلف أن يربط بين ما بعد الطبيعة (أو الحكمة) بالشريعة الإسلامية وقد أخذ في اعتباره وجهة نظر ابن رشد في كتاب فصل المقال فيما بين الحكمة والشريعة من اتصال، حيث كان ابن رشد يحاول تطبيق منهج ما بعد الطبيعة على الشريعة الإسلامية.وقد أظهر المؤلف في هذا الفصل مكانة ابن رشد الفلسفية التي لا تقل عن مكانة كثير من الفلاسفة الميتافيزيقيين الذين كانوا مهتمين بالبحث فيما بعد الطبيعة. أما الفصول الثالث والرابع والخامس الدراسة فيها منصبة على مشكلات ما بعد الطبيعة، في الفصل الثالث يتناول المؤلف بالدراسة مشكلة الإيمان محاولا توضيح الوسيلة التي تقود إلى الإيمان، حيث يجد القارئ شرحاً مفصلاً لبعض الأدلة التي تستعمل في إثبات وجود الله. أما الفصل الرابع فقد خصصه المؤلف لدراسة الصراع المستمر بين الاتجاهات المادية والاتجاهات الروحانية، وقد اتخذ المؤلف موقفاً معيناً بالنسبة لكل من المذهب المادي المتطرف، والمذهب الروحاني الصرف، محاولاُ أن يربط بين المذهبين لتأكيد وجوب فكرة الإيمان بما بعد الطبيعة. وكذلك قام بالدفاع عن القيم الروحانية دفاعاً عقلياً بعيداً عن العاطفة المتهورة، والفصل الخامس من هذا الكتاب يعالج فيه المؤلف فكرة وجود الشر وعلاقته بما بعد الطبيعة محاولاً أن يجد حلاً لهذه المشكلة، وفي نفس الوقت قام بالدفاع عن وجود الله ضد التيارات الإلحادية التي كانت قد اتخذت من فكرة وجود الشر أداة لهدم بعد القيم الروحانية.وإذ يقدم المؤلف هذا الكتاب بفصوله الخمسة التي تعالج مواضيع مختلفة لفلسفة ما بعد الطبيعة، آملاً منه أن يجد القراء في هذا الكتاب مادة فلسفية لتثقيف عقولهم بموضوع حيوي لا يقل أهمية عن بقية مواضيع الفلسفة الأخرى، وان يجدوا في هذا الكتاب حلاً مناسباً لبعض المشكلات الرئيسية لمواضيع فلسفية لها علاقة بالحياة الواقعية عند الإنسان، تلك المشكلات التي كانت دائماً منار البحث والنقاش بين دارسي الفلسفة ومحبيها.