واحد من الكتب التي استوعبت أهم كتابين في تراجم أهل اليمن ، وهما :«طبقات فقهاء اليمن» و«السلوك في طبقات العلماء والملوك» .بل وأضاف إليهما الكثير من التراجم التي خلا الكتابان منهما ؛ مستدركاً عليهما ، ومضيفاً لمن جاء بعدهما .ولقد مهَّد لكتابه هذا بمقدمة تاريخية عامة ، غير مختصة ببلاد اليمن ، بل جاء الحديث فيها عن الخطوط العريضة في...
قراءة الكل
واحد من الكتب التي استوعبت أهم كتابين في تراجم أهل اليمن ، وهما :«طبقات فقهاء اليمن» و«السلوك في طبقات العلماء والملوك» .بل وأضاف إليهما الكثير من التراجم التي خلا الكتابان منهما ؛ مستدركاً عليهما ، ومضيفاً لمن جاء بعدهما .ولقد مهَّد لكتابه هذا بمقدمة تاريخية عامة ، غير مختصة ببلاد اليمن ، بل جاء الحديث فيها عن الخطوط العريضة في هذا الفن .ثم شرع في سرد ما طُلِبَ منه ؛ إذ قال رحمه الله تعالى مبيناً السبب الرئيس لتصديه لتأليف « الطراز » :فإن جماعة من إخواني كثَّر الله أمثالهم ، وجمَّل الله في الدارين أحوالهم ، وسدد بتوفيقه أفعالهم وأقوالهم . . سألوني أن أجمع لهم كتاباً مختصراً جامعاً محرراً ، يحتوي على طبقات علماء اليمن وصلحائهم ، وأزمان ملوكها وأكابرها وكبرائها .فكان هذا الكتاب التاريخي جامعاً لما تفرق في غيره ، ولا سيما أولئك الذين عاصرهم أو قربوا من عصره ، حتى يكاد ينفرد بجملة من التراجم التي لم يشاركه فيها غيره من الكتب المشابهة له .وهذا ما يجعل له أهمية قصوى ، ولا سيما وأن علماء اليمن بصورة عامة لم تحظَ سيرهم وأخبارهم بالعناية التامة ، اللهم إلا نفراً يعدون على الأصابع ممن طبقت شهرتهم الآفاق .ولعل السبب الرئيس لغياب هذه الشهرة .. هو ميول معظمهم إلى الخمول والانزواء عن مواقع الظهور ، حتى أُثِرَ عن كثير منهم هذه الجملة : ( حب الظهور .. يقصم الظهور ) .ودار المنهاج إذ تتبنى طبع هذا الكتاب النفيس لأول مرة .. لَتُحب أن تشير هنا إلى أنها طبعت قبله أتراباً له تتعلق بتراجم لعلماء اليمن ، والقطر الحضرمي على وجه الخصوص .ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به كما نفع بمؤلفات صاحبه من قبل ، وأن يكون خير معين للراشدين والمسترشدين .