لا توجد لغة في مشارق الأرض ومغاربها قيّض الله من يخدمها خدمة متواصلة غير اللغة العربية، فإنها لغة اعتزّ بها أهلها في الجاهلية وكرّمها الله - سبحانه وتعالى - بنزول القرآن الكريم.فانكبّ أهلها على دراستها دراسة واعية لبيان فصاحتها وبلاغتها، ووضعوا لها قواعد وضوابط كي يتقنها أبناؤها ويتعلمها بسهولة من يدخل في دين الله عزّ وجلّ فكان ...
قراءة الكل
لا توجد لغة في مشارق الأرض ومغاربها قيّض الله من يخدمها خدمة متواصلة غير اللغة العربية، فإنها لغة اعتزّ بها أهلها في الجاهلية وكرّمها الله - سبحانه وتعالى - بنزول القرآن الكريم.فانكبّ أهلها على دراستها دراسة واعية لبيان فصاحتها وبلاغتها، ووضعوا لها قواعد وضوابط كي يتقنها أبناؤها ويتعلمها بسهولة من يدخل في دين الله عزّ وجلّ فكان ابن هشام الأنصاري أحد أولئك الروّاد الذين أفنوا أعمارهم في خدمة القرآن العظيم، فأفاد طلابه ونفع الذين جاءوا بعده، وكان من القلائل الذين أثروا في الدراسات النحوية تأثيراً بعيداً، ومن أوضح مظاهره ما خلّفه من آثار متعددة شغلت الباحثين عبر التأريخ الطويل فكان لبعضها من الشأن ما جعله حقاً في طليعة تراثنا الخالد، منها: الإعراب عن قواعد الإعراب الذي هو الثمرة الأولى لمغني اللبيب، أجلّ كتب ابن هشام وأروعها.وقد نال كتابه ذا من الشهرة الشيء الكثير، فأقبل عليه الدارسون بشغف واستحسنه العلماء مما دعاهم إلى وضع شروح عديدة لها، من أهم تلك الشروح هو شرح وأبي الثناء أحمد بن محمد الزيلي والذي أسماه (حل معاقد القواعد اللاتي تثبت بالدلائل والشواهد) ولأهميته تناوله المحقق دراسة وتحقيقاً، ووزعه على قسمين سبقتهما مقدمة: القسم الأول: الدراسة وفيها ثلاثة فصول: الفصل الأول: تناول فيه حياة أبي الثناء الزيلي، أما الفصل الثاني: فقد خصصه لكتاب الإعراب عن قواعد الإعراب وشروحه، أما الفصل الثالث: فقد خصصه لكتاب حل معاقد القواعد، فدرس فيه اسم الكتاب ونسبته إليه وشواهد الكتاب ومنهجه، ثم ذكر أهم المآخذ على الكتاب وتحدث عن نسخ الكتاب مقسماً إياها قسمين: الأول: النسخ التي اعتمدها، والثاني: النسخ التي لم يعتمدها، والقسم الثاني: التحقيق: وألحق في خاتمة الكتاب فهارس فنية عامة اشتملت على فهرس الآيات الكريمة والقراءات القرآنية والحديث الشريف والأثر، والأمثال وكلام العرب، والأشعار والأرجاز والأعلام والكتب الواردة في المتن والمدارس النحوية والفقهية والأقوام والقبائل وفهرس الموضوعات وقائمة بثبت المصادر المعتمدة في الدراسة والتحقيق.