لا يختلف اثنان في أن علم الطب هو أكثر فروع العلم والمعرفة أهمية وأعظمها فائدة لنا في حياتنا على وجه الأرض.وليس بين فروع الطب فرع أوسع مجالاً وأكثر أهمية وأعظم مسؤولية وأكبر إمكانية من فرع طب الأطفال. فهو العلم الذي يمتد جذوره إلى ما قبل الزواج والحمل، وتنمو فروعه حتى تدرك سن المراهقة والبلوغ. وهو العلم الذي يشمل معرفة تغذية الأط...
قراءة الكل
لا يختلف اثنان في أن علم الطب هو أكثر فروع العلم والمعرفة أهمية وأعظمها فائدة لنا في حياتنا على وجه الأرض.وليس بين فروع الطب فرع أوسع مجالاً وأكثر أهمية وأعظم مسؤولية وأكبر إمكانية من فرع طب الأطفال. فهو العلم الذي يمتد جذوره إلى ما قبل الزواج والحمل، وتنمو فروعه حتى تدرك سن المراهقة والبلوغ. وهو العلم الذي يشمل معرفة تغذية الأطفال ومعرفة معالجة أمراض الطفولة ومعرفة الطرق الوقائية من هذه الأمراض ومعرفة تدبير الشذوذ المسلكي والنشوز الخلقي عند الأطفال الأولاد.وبكلمة موجزة إن طب الأطفال هو العلم الذي يعني بجميع فروع علم الطب ما عدا طب الشيخوخة.ولكن طب الأطفال يتميز عن غيره من فروع الطب بصفة أخرى أكثر أهمية وهو أنه مختص بالمخلوقات الإنسانية الناشئة النامية. فالطفل الذي هو موضوع طب الأطفال في نمو دائم وتطور مستمر. وهذا النمو وهذا التطور ليسا مختصين بالجسم الفيزيكي فحسب بل أنهما يشملان التطور العقلي والنفساني والتكيف الاجتماعي.وما من فرد من أفراد المجتمع البشري إلا ويشعر بضرورة الإلمام ولو بعض الشيء بأمراض الأطفال وعللهم، ووسائل وقايتهم من هذه الأمراض والعلل وطرق تنشئتهم تنشئة صحية كاملة، وتوجيههم في مسالك الحياة ومناكبها توجيهاً صحياً سليماً.فكيف إذاً بالفتاة التي سوف تصبح في مستقبل حياتها ممرضة أو قابلة أو أماً؟ أليس الأجدر بها أن تكبّ على تدارس هذا العلم وتفهم أصوله وسبر أغواره؟!إن دور الفتاة المثقفة الواعية يأتي قبل دور الطبيب الاختصاصي. فبتفهمها لمقومات النمو والتطور عند الأطفال وبحسن إطلاعها من أحدث السبل لتربية الأطفال تربية صحية قويمة، وبحسن إدراكها لطبيعة أمراض الطفولة وطرق وقايتها يمكنها الحيلولة دون حدوث كثير من المضاعفات التي تنغص عيش الطفل وعيش ذويه على مدى الحياة.وهذا الكتاب الذي نضعه اليوم بين أيدي قرائنا في البلاد العربية بصورة عامة وبين أيدي فتياتنا العربيات بصورة خاصة إن هو إلا محاولة لتبسيط طب الأطفال وإبراز حقائقه ودقائقه وكشف غوامضه وكوامنه ليسهل على قرائنا عامة وعلى فتاتنا العربية خاصة فهم هذا الفرع من الطب وإدراكه إدراكاً واضحاً جلياً وبالتالي تطبيقه عملياً في كل بيت وبيئة.وإذا ما عدنا لأبواب هذا الكتاب نجد أن المؤلف قد تحدث بداية عن خصائص طب الأطفال فتوقف عند موضوع النمو والتطور بعد ذلك واكب مراحل الحياة قبل النضوج فتناول مرحلة الحمل، مرحلة الولادة، مرحلة ما بعد الولادة، مرحلة الطفولة، مرحلة الولودية، مرحلة الدراسة، مرحلة المراهقة، العوامل التي تؤثر في النمو والتطور، الموت المفاجئ عند الأطفال، أسباب الوفاة عند الرضيع.وبعد هذه الوقفة تطرق المؤلف لموضوع أمراض الأطفال فشرح مفهوم الوقاية ومدلولها وأهميتها وطرقها، م ن ثم تحدث عن أمراض المولودين الجدد، التشوهات الخلقية (التكوينية)، الأمراض الناجمة عن نقص الأوكسجين أو الأذيات والرضوض عند الولادة، الأمراض الإنتانية، اضطرابات الجهاز الهضمي، أمراض الجهاز التنفسي، أمراض الدم، أمراض الجهاز البولي-التناسلي، الولادة قبل الأوان، خصائص المولود الخديج، أسباب الموت عند الخديج، العوائق الفسيولوجية عند الخديج...هذا ولم يفت المؤلف الحديث عن الأمراض الغذائية، فتحدث عن البدانة والسكرية والنحافة والكساح والحفر (الإسقربوط)، الحصاف، البريبري، المرض النزفي، تشنجات الأطفال ونقص الفيتامين، وهنا أورد المؤلف العديد من الشروحات والآراء الطبية الحديثة والتي جاءت حول هذه الأمراض كما وتوقفت عند أهم الأدوية التي يمكن الاستعانة بها كعلاج.وبنفس أسلوب التفصيل تحدث المؤلف عن الأمراض الإنتانية، المناعة وشدة الحساسية الأمراض البكترية، الأمراض الطفيلية، (الديوان المعوية)، كما وتحدث عن التحسس بدءاً بالربو العصبي، فالأكزيما الدهنية، فالشرى (فوشة الكبد) وختم الكتاب بموضوع الإشعاعات وأخطارها وتأثيرها على الأطفال.