.. كنت أعرف، بل كنت على يقين، أنه لن يكمل مع الإخوان! لأنه.. وكما عرفته دوما متمردا لايطيق القيود أبدا! فبقدر ما يحب ويفي ويخلص، بقدر ما ينقلب بشدة إذا تحول الحب إلى قيد! لذا لم أفاجئ بمغادرته لطابورهم! فهم صارمون وهو متحرر، محافظون وهو منفتح! هم كيان كالجبل، ثقيل ضخم، وهو طير صغير محلق! هم محيط لانهائي، متلاطم الأمواج، وهو قطرة...
قراءة الكل
.. كنت أعرف، بل كنت على يقين، أنه لن يكمل مع الإخوان! لأنه.. وكما عرفته دوما متمردا لايطيق القيود أبدا! فبقدر ما يحب ويفي ويخلص، بقدر ما ينقلب بشدة إذا تحول الحب إلى قيد! لذا لم أفاجئ بمغادرته لطابورهم! فهم صارمون وهو متحرر، محافظون وهو منفتح! هم كيان كالجبل، ثقيل ضخم، وهو طير صغير محلق! هم محيط لانهائي، متلاطم الأمواج، وهو قطرة ندى، بثوان تمتصها الشمس! توالت لقاءاتي بهاشم، لأكتشف أن عمري الذى عشته مترفا مدللا محظوظا فى كفة، وصحبتي له، واقترابي منه، وسماعي لحكاياته، فى كفة أخري! فبالرغم من صغر سنه، إلا أن أيامه طويلة وعميقه! كذلك تجربته مع الإخوان، رغم أنها لم تتعد السنوات العشر، لكنها غنية بالدلالات! فقد لخصها لى ببراعة، فى جملة واحدة، قائلا: قررت أن أخرج من ضيق التنظيم الإخواني .. إلى سعة المجتمع الإنساني!