إن وضع الأحاديث والكذب والتبديل فيها من قبل أهل البدع نوع من أنواع الحروب الخفية التي شنها أهل البدع على أهل السنة ومنهجهم، بل هي أشد الحروب الخفية التي طعن بها أهل البدع في منهج أهل السنة، ولكن الأمر لم يكن كما أراد أهل البدع، لأن أئمة الجرح والتعديل جعلوا نقد أهل البدع وتجريحهم هدفهم الأول حتى يميزوا بين المقبول والمردود من ال...
قراءة الكل
إن وضع الأحاديث والكذب والتبديل فيها من قبل أهل البدع نوع من أنواع الحروب الخفية التي شنها أهل البدع على أهل السنة ومنهجهم، بل هي أشد الحروب الخفية التي طعن بها أهل البدع في منهج أهل السنة، ولكن الأمر لم يكن كما أراد أهل البدع، لأن أئمة الجرح والتعديل جعلوا نقد أهل البدع وتجريحهم هدفهم الأول حتى يميزوا بين المقبول والمردود من الأحاديث، ومن هنا كشف أئمة الجرح والتعديل عوار أهل البدع، وهتكوا أستارهم، وبينوا خطورتهم وخطورة بدعهم وحذروا منها ومنهم، وقد اختص الله عز وجل هذه الأمة من بين سائر الأمم بعلم الإسناد. وسوف نتحدث في الصفحات الآتية عن هذه المسألة المهمة، ونبين أقوال العلماء واختلافهم فيها، ثم نبين الراجح، ثم نتبع ذلك بالتطبيق على بعض رواة أهل البدع وبعض الأحاديث التي رووها.خطة البحث: اقتضت طبيعة البحث تقسيمه- بعد المقدمة السابقة- إلى تمهيد وفصلين وخاتمة، وبيانها كما يأتي: التمهيد: في التعريف بنشأة الفرق، الفصل الأول: الدراسة النظرية وتشتمل على ما يأتي: تحذير الأئمة من اتباع أهل البدع، إشكالية الرواية عن المبتدعة، من يحكم على الرواة، البدعة عند أئمة الجرح والتعديل، مكان ظهور البدع، حذر العلماء في باب التكفير والتبديع، التفريق بين البدعة الخفيفة والمتوسطة والغليظة، حكم رواية المبتدع، الراجح في حكم الرواية عن المبتدع، رواة الشيعة بين أئمة السنة وأئمة الشيعة، رواية المبتدع إن كفر ببدعته، الفصل الثاني: الدراسة التطبيقية وتشتمل على مبحثين: المبحث الأول: التطبيق على الرواة، المبحث الثاني: التطبيق على الأحاديث، وفيه فرعان: الفرع الأول: بعض الأحاديث التي رواها أصحاب البدع في الدعوة إلى بدعتهم، الفرع الثاني: أحاديث من طريق الشيعة في صحيح البخاري، الخاتمة: وتشتمل على كلمة موجهة إلى الفرق الإسلامية.
