"...على ذكر أقرباء الرئيس، فإن له أولاداً يتفاخر بهم على الدوام. ويحبهم حباً حماً. لقد تعب في تربيتهم وتوجيههم حتى أصبحوا فحولاً. وأكبرهم شاب مفرط الذكاء حصل على معدل 99.6% درجة في امتحان الثانوية العامة-الفرع العلمي الآن أحد المصححين كان غبياً، فاقتطع ثلاث درجات منه) ودخل كلية الهندسة بسبب شغفه بهذه المهنة. ولأنه مشغولاً على ال...
قراءة الكل
"...على ذكر أقرباء الرئيس، فإن له أولاداً يتفاخر بهم على الدوام. ويحبهم حباً حماً. لقد تعب في تربيتهم وتوجيههم حتى أصبحوا فحولاً. وأكبرهم شاب مفرط الذكاء حصل على معدل 99.6% درجة في امتحان الثانوية العامة-الفرع العلمي الآن أحد المصححين كان غبياً، فاقتطع ثلاث درجات منه) ودخل كلية الهندسة بسبب شغفه بهذه المهنة. ولأنه مشغولاً على الدوام بهموم الرياضة، وكرة القدم فلم يكن قادراً على حضور الحصص العلمية. ومع ذلك كان الأول على دفعتهَ! ولم يكتف بهذا الإنجاز العلمي الفريد بل تحول إلى الدراسات الاستراتيجية، ونال الدكتوراه فيها بامتياز. وكان موضوعه دراسة مستقبلية عن الأمة العربية. وللأمانة العلمية، فإن الذين أعدّوها له تعبوا فيها كثيراً ووفوها حقها من البحث. ولم يكونوا بحاجة لمصادر علمية مكتوبة. كما هي عادة الرسائل الجامعية. لأن مادة الرسالة كانت حول أشياء لم تحدث بعد. ولم يحن الوقت لتسجيلها في كتب أو أقراص مدمجة. ومع هذا الإنجاز الهائل، فإن الشاب لم يكن ميالاً للقب (الدكتور). وفضل الاحتفاظ بلقبه المتواضع (الأستاذ). ألم اقل لكن أن الأب تعب في تربية أبنائه".يتناول الأستاذ محمد زكي إبراهيم في هذا الكتاب تاريخ العراق الحديث، في وقائعه وأحداثه من الاحتلال البريطاني إلى العصر المالكي، ثم العهد الجمهوري حتى النظام الاستبدادي الطائفي في حكم صدام حسين، وذلك في فصول قصيرة كثيفة الرؤيا للأحداث والأشخاص، تربط بين الوقائع والأفكار، وتخلص إلى إصدار أحكام تركيبية على الصلة بينهما.ملاك الأحكام التركيبية يقوم على تحليل الوقائع والأحداث والربط بينها، ضمن سياق نظري يشكل المنهج الرابط في النص التاريخي وق أشبعت وقائعه وأحداثه بالتحليل والتفسير والتعليق مستفيدة من الوثائق والمراجع والمصادر وهي عدة التاريخ النظري، ومن ذاكرة المشاهد والحضور والمشاركة في الحياة العامة وهي عدة التاريخ الأصلي، تساعدها في تأدية صناعتها آلية الكتاب التي تشبه السرد الروائي، وكأن المؤرخ رواية يسوق الأحداث والوقائع والأشخاص، الأنظمة والأحزاب، العشائر والطوائف، في سياق فيه من إتقان التاريخ ما فيه من إتقان الروائي لتقنيات السرد، وفيه من تحليل الشخصيات ما يذكر بدورها ومهمتها في البناء العام لهذه الحكاية التاريخية.وقد جمع الكاتب في لعبة الكتابة هذه عناصر التحليل ومتعة التشويق، ولا يفوتنا في كل ذلك الانتباه إلى غاية الكاتب، المؤرخ في النظر إلى المستقبل على ضوء إعمال النظر في حوادث الماضي ووقائعه.