إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو عبده ورسوله، وبعد:فإن السنة النبوية الشريفة لها من الأهمية ما لم يختلف عليه ذوو العلم والألباب، فهي وحيٌ من الله ت...
قراءة الكل
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو عبده ورسوله، وبعد:فإن السنة النبوية الشريفة لها من الأهمية ما لم يختلف عليه ذوو العلم والألباب، فهي وحيٌ من الله تبارك وتعالى إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4]، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وسنَّته هي الشرط الثاني لقَبول الأعمال بعد الإخلاص لله تعالى، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: ((مَن عمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ)؛ رواه مسلم؛ أي: ليس على هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردودٌ على صاحبه، لا يقبَله الله تعالى منه. ولعظم أهمية السنة حرَص النبيُّ صلى الله عليه وسلم على تعليمِها للصحابة رضي الله عنهم، ثم علَّمها الصحابة للتابعين، ثم علَّمها التابعون لتابعيهم، إلى أن وصلت إلينا عن طريق رواة ثقات أفذاذ عدول من هذه الأمة، قد قيَّضهم الله تعالى لهذا الدين الحنيف، فوصلت إلينا بالحفظ والتعليم والتدوين والتنقيح؛ لأنها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، ومما لا بد أن يعلمه المسلم كيفية وصول السنة إلينا، وهي أقوال وأفعال وتقريرات النبي صلى الله عليه وسلم، حتى تكونَ بمثابة هدايةٍ لنا بعد القرآن الكريم، وكذلك ما مرَّ بها من مراحل في النقل والتواتر منذ أن تلقَّاها الصحابة رضي الله عنهم من فِي النبي صلى الله عليه وسلم إلى نهاية القرن الثالث الهجري وما بعده، إلى أن أصبحت مجموعةً في الصحاح والجوامع والمسانيد والدواوين التي جمعت ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى أدق التفاصيل في حياته. فهذا مختصر قد أعطى لمحةً سريعة عن السنة النبوية، وأهميتها، وخصائصها، وتاريخ تدوينها، إلى أن وصلت إلينا. واللهَ تعالى أسألُ أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل هذا العمل في ميزان الحسنات يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا مَن أتى الله بقلب سليم.