هذا كتاب خاص حول الجواهر استعرض "محمد جواد الغبان" فيه الجوانب التي لفتت نظره في شخصية الجواهري وشاعريته، حيث يقوم بتسجيل ما تحتفظ به ذاكرته من ذكريات مع (أبي فرات).وعليه فإن هذا الكتاب الذي يقوم بتأليفه الأن سيتألف من فصلين: (الفصل الأول) منهما، عنوانه: (ملامح من شخصية الجواهري وشعره)، يتضمن دراسة جديدة تناول بالبحث شخصية الجوا...
قراءة الكل
هذا كتاب خاص حول الجواهر استعرض "محمد جواد الغبان" فيه الجوانب التي لفتت نظره في شخصية الجواهري وشاعريته، حيث يقوم بتسجيل ما تحتفظ به ذاكرته من ذكريات مع (أبي فرات).وعليه فإن هذا الكتاب الذي يقوم بتأليفه الأن سيتألف من فصلين: (الفصل الأول) منهما، عنوانه: (ملامح من شخصية الجواهري وشعره)، يتضمن دراسة جديدة تناول بالبحث شخصية الجواهري وشعره.وتستهل تلك الدراسة بالحديث حول البيئتين: البيئة البيتية، والاجتماعية، اللتين ولد الجواهري فيهما، ونشأ وتربى في أجوائهما، فتأثر بهما، وأثر فيهما، حتى نبغ وصار شاعر العراق، بل شاعر العرب الأكبر، كما أطلقوا عليه ذلك اللقب منذ أربعينيات القرن العشرين.وينتهي به الحديث خلال ذلك حول أسرته النجفية العريقة التي نبغ فيها فقهاء أعلام، ومجتهدون كبار في علوم الدين في النجف، المدينة المتميزة بمقامها العلمي الخطير، وتألقها الشعري الذي يمشي جنباً إلى جنب مع تقدمها العلمي، مستعرضاً أغراض الشعر في النجف، وكثرة من نبغ فيها من الشعراء الذين بزهم الجواهري جميعاً، لافتاً النظر إلى أهم معالم شخصيته ومميزاتها، وأهم صفاتها من طموح وتعال، وتمرد وثورة، وقلق وتوتر عنيف ربما يصل به أحياناً إلى شيء من (التقلب) في المواقف، لأن طموحه الشديد يجعله لا يدري ماذا يريد، مؤكداً على صفة الـ "أنا" المتضخمة في شخصية الجواهري، والتي تعتبر ظاهرة متميزة في شعره، مقارناً في ذلك الشأن بينه وبين شخصية وشاعرية أبي الطيب المتنبي، مستشهداً بشعرهما الذي يتعلق في ذلك الشأن.ويتضمن (الفصل الثاني) من هذا الكتاب ما تختزنه مخيلت الباحث وذاكرته من ذكريات مع شاعر العرب الأكبر الجواهري خلال مدة تعرفه عليه، التي كانت بدايتها في أربعينات القرن العشرين حتى نهاية السبعينات منه حيث غادر الجواهري العراق للمرة الأخيرة إلى مغتربه الأخير في (دمشق) التي ظل فيها ولم يبرحها حتى انتقاله إلى عالم الخلود في السابع والعشرين من تموز من عام (1997).ثم يعود بالذاكرة لتسجيل ذكرياته حول مدينة النجف الأشرف في مطلع القرن العشرين، حيث مولد الجواهري، ومرتع صباه، وتألق شاعريته وحيث نجلت النجف شعراءها المجددين، ويجره ذلك الحديث إلى مجالس النجف الأدبية ومنتدياتها الشعرية التي نبغ فيها الجواهري شاعراً متميزاً لا يشق له غبار، مما جعله يبز كل أقرانه من الشعراء، حتى دفعه طموحه، وشاعريته الموهوبة إلى أن يطاول كبار شعراء عصره من رواد النهضة الشعرية في النجف فلم يقل عنهم شأناً ولم يقصر شأواً.ثم يستمر في الحديث ليقف بعد ذلك عند بلوغه قمة مجده الشعري في الأربعينات من القرن العشرين حتى صار يلقب بـ(شاعر العرب الأكبر).وينتقل بعد ذلك إلى لفاءاته مع الجواهري، وتعرفه عليه شخصياً، ثم يتناول بالشرح كيف تطورت تلك المعرفة إلى علاقة أكيدة، وصداقة وطيدة، امتدت أعواماً طويلة انتهت به إلى مزاملته في اتحاد الأدباء العراقيين، ونقابة الصحفيين من الخمسينات في القرن العشرين حتى مغادرته العراق للمرة الأخيرة في نهاية السبعينات منه، مما جعل ذاكرته نزخر بذكريات كثيرة، غالية حول الجواهري سيراها القارئ مبثوثة في ثنايا هذا الفصل.