بإخراج هذا الكتاب إلى النور، نكون قد وضعنا بين يدي القارئ "رحلة" تتيح له بالتعرف على جوانب من الفكر في الغرب الإسلامي خلال القرن الثامن عشر كجزء من الفكر العربي.نحن اليوم في أمس الحاجة لهذا الفكر للإجابة، ولو جزئياً، على تساؤلات راهنة، فبعد الأحداث التي شهدها العالم مع بداية الألفية الثالثة، تعمّقت هموم العرب والمسلمين وأصبح الس...
قراءة الكل
بإخراج هذا الكتاب إلى النور، نكون قد وضعنا بين يدي القارئ "رحلة" تتيح له بالتعرف على جوانب من الفكر في الغرب الإسلامي خلال القرن الثامن عشر كجزء من الفكر العربي.نحن اليوم في أمس الحاجة لهذا الفكر للإجابة، ولو جزئياً، على تساؤلات راهنة، فبعد الأحداث التي شهدها العالم مع بداية الألفية الثالثة، تعمّقت هموم العرب والمسلمين وأصبح السؤال يطرح بإلحاح، في أوساط المفكرين والمثقفين، حول طبيعة العلاقات التي تربط المسلمين (الإسلام) بالغرب المسيحي؟...وغالباً ما تتم مقاربة هذا السؤال تحت شعار "حوار الحضارات" حسب بعض منهم أو "صراع الحضارات" حسب بعضهم الآخر، لكن هذا الحوار/ الصراع لن تتضح معالمه إلاّ بالرجوع إلى فترات تاريخية ذات أهمية خاصة من عمر الأمة العربية والإسلامية، حيث سمح السفر والتّرحال "للذات" المسلمة بأن تكشف "الآخر" الأوروبي المسيحي، وتعيد إكتشاف ذاتها في مراياه.لقد شكل القرنان الثامن عشر والتاسع عشر زمناً تضافرت فيه مجموعة من الظروف السياسية، المغربية والدولية، دفعت المغرب إلى الإنفتاح على القضاء الأوروبي طوعاً (حالة القرن الثامن عشر) أو مُكرهاً (ما بعد هزيمتي إسلي وتطوان)، فسافر العديد من رجال المخزن المغربي إلى أوروبا ووقفوا عن كثب على حضارتها، بسلبياتها وإيجابياتها، فسجلوا إنطباعاتهم ومواقفهم منها بأرقى أساليب التعبير في "رحلاتهم السفارية" التي أغنوا بها المكتبة المغربية ومعها المكتبة العربية.تحقيق ودراسة قيمان استحقت عنهما الباحثة بإمتياز جائزة ابن بطوطة - فرع الرحلة الكلاسيكية.