إن الجغرافيا لن تحقق ذاتها كعلم إلا إذا استطاعت أولا وقبل كل شيء أن تحدد «مجالها الإشكالي»، أي أن تبني نظاما من المفاهيم يسمح بطرح أسئلة هي أولى بطرحها من غيرها من العلوم على أساس موضوع محسوب، ومسلمات متينة، وغايات واضحة. وهي أيضا لن تصبح فكرا نافذا إلا إذا نجحت في التوفيق بين الممارسة العلمية من جهة، والمرجعيات الفلسفية والخلفي...
قراءة الكل
إن الجغرافيا لن تحقق ذاتها كعلم إلا إذا استطاعت أولا وقبل كل شيء أن تحدد «مجالها الإشكالي»، أي أن تبني نظاما من المفاهيم يسمح بطرح أسئلة هي أولى بطرحها من غيرها من العلوم على أساس موضوع محسوب، ومسلمات متينة، وغايات واضحة. وهي أيضا لن تصبح فكرا نافذا إلا إذا نجحت في التوفيق بين الممارسة العلمية من جهة، والمرجعيات الفلسفية والخلفيات الأيديولوجية من جهة أخرى ؛ أي أن تقدر على الجمع بين مقتضيات العلم وإمكان العمل، لمصلحة البشر جميعا. ذلك أن الجغرافيا حتى اليوم لم تفلح في وضع نموذج تفسيري لعلاقة الإنسان بالأرض. وهذا النموذج المفقود بسبب «الأزمة المزمنة» التي تعصف بالعلوم الإنسانية والاجتماعية عامة، والجغرافيا خاصة، لا يمكن صياغته، في نظري، إلا داخل المذهبية الإسلامية.