مفهوم "الإصلاح" من المواضيع التي سال حولها مداد كثير، وصُرف لها من البحث والدرس والتحليل ما هو في حجمه مقارنة بغيره كبير. وما زال الأمر إذا ما أبعد التعالم والتفلسف في حاجة إلى ضبط وتحديد؛ ليس لصعوبته، وإنما لارتباط المفهوم ومراميه برغبات دعاة الإصلاح، وإسقاطهم دلالاته ومعانيه على محتويات ومضامين مشاريعهم ورؤاهم للتغيير والنهوض ...
قراءة الكل
مفهوم "الإصلاح" من المواضيع التي سال حولها مداد كثير، وصُرف لها من البحث والدرس والتحليل ما هو في حجمه مقارنة بغيره كبير. وما زال الأمر إذا ما أبعد التعالم والتفلسف في حاجة إلى ضبط وتحديد؛ ليس لصعوبته، وإنما لارتباط المفهوم ومراميه برغبات دعاة الإصلاح، وإسقاطهم دلالاته ومعانيه على محتويات ومضامين مشاريعهم ورؤاهم للتغيير والنهوض بالمجتمع. ولهذا ساد بين جموع المنادين اليوم بالإصلاح في تحديد هذا المفهوم بدقة إشكال... ولهذا الإشكال أبعاد يتجلى فيها بثقله نرى أن نعطيها الأولوية فبإلقاء الضوء على الموضوع الذي نحن بصدده، حتى نتبين نتوءاته وتضاريسه، وما يعترضه من عقبات تحتاج إلى اقتحام ضمن برنامج شمولي للإصلاح؛ بهدف حماية وتطوير حقول الاصطلاح. فبدون ذلك البرنامج سيظل الإشكال قائمًا مادام الواقع برمته متعطشًا للإصلاح، وفي حاجة ماسة إلى التخلص بداية من منهج توظيف دلالات المصطلحات وفق النوايا والرغبات، مع تعطيل ميزان العلم، وإلغاء ضوابط اللغة وقواعد الاصطلاح، والإصرار على تهديد أمن خزان المصطلحات..