السلسلة الجامعية: الخبر في الأدب العربي- دراسة في السردية العربية

لفظة "الخبر" متعددة المعاني بحسب أصناف المعارف التي ترد فيها. وفي مجال الأدب الذي يركز عليه هذا الكتاب ترد في الكتب أخبار يكاد يقتصر أمرها على شرح لفظة أو إيراد شاهد، ومقابل ذلك هناك أخبار أخرى ذات بنية سردية متطورة، جعل المؤلف هدفه في الكشف عن خصائصها ومقوماتها الأساسية.وقد سعى المؤلف في ثنايا الكتاب إلى تحديد المقصود بكلمة "الخبر" مبنياً أن الذي يعينه هو الخبر الأدبي، أي الخبر الذي نجده في كتب الأدب المعروفة في الفترة التي ضبطها المؤلف في عنوان هذه الرسالة وهي الفترة إلى منتصف القرن الرابع للهجرة، إذ قيد النهاية وترك البداية مرسلة.وقد أفرد المؤلف الباب الأول من هذا الكتاب لإيجاد إطار لدراسة الخبر، وهو مدخل ذو طبيعة نظرية بحت يتطرق فيه إلى مفاهيم الأجناس الأدبية ومراتبها ومناهج تحليلها عند الدارسين الغربيين والعرب المعاصرين ومن المجال النظري يتدرج المؤلف إلى المجال التطبيقي فيبحث في لفظ "الخبر" متوخياً من خلال ذلك الفحص عن حقوقه الدلالية في المعاجم والموسوعات ثم يبحث المؤلف جملة من القضايا التي يثيرها الخبر الأدبي، حيث يعرض في الباب الثاني للقضايا التاريخية للخبر الأدبي وأولاها قضية بديات الخبر، وثانيهما قضية المشافه والتدوين وأما القضية الثالثة فهي دور المؤلف في صياغة الخبر. فهل إنه مجرد ناقل أن إنه يتجاوز النقل إلى الإبداع.وفي الباب الثالث يركز المؤلف على بحث مسألة الإسناد إذ أن الدارس يجد نفسه أمام عبارات متعددة من قبيل "أخبرني" و"حدثني" و"حدثنا" و"قرأت" وغيرها. وأفرد المؤلف الباب الرابع وفيه سعى إلى دراسة البنية السردية التي قوامها أحداث وشخصيات وهي مادة تظهر في خطاب سردي له أكيات مخصوصة يتجلى فيها ويتوسل بها لاقتحام تلك المادة في حظيرة الأدب حتى تستوي نصاً إبداعياً.